أستيقظ في الصباح الباكر لأكتب منشورا على فيس بوك يتضمن خبرًا علميا أو ترشيحًا لكتاب جديد ثم أنتظر بعض الإشعارات ورسائل الصباح المبهجة التي تأتيني من بعض المتابعين ثم أتحرك إلى عملي. تمضي الثواني كالساعات وليست هناك أية إشعارات، أعود مرة أخرى إلى منشوري ظنا مني أني جعلته منشورا خاصًا لي "أنا فقط" كالمنشورات الليلية التي تتضمن العديد من الأسئلة الوجودية بعد منتصف الليل، لكن الصدمة أن المنشور كان "للعامة"، فكيف لم تصلني أية إشعارات حتى الآن؟
كصانع للمحتوى على فيس بوك أعاني في الآونة الأخيرة من عدم وصول منشوراتي للمتابعين، وفي المقابل يعاني المتابعون من عدم وصول منشوراتي إليهم ويسألون باستمرار عن سبب ذلك، وحتى مع توافر خيارات مثل "المشاهدة أولًا" أو "الحصول على الإشعارات" إلا أن فيس بوك يطيح بالخيارات الذي عرضها عرض الحائط بسبب تحديثه لخوارزميات الوصول حتى جعل الوصول إلى المتابعين أمرا شبه مستحيل.
فيس بوك الذي يقولها صراحة في مقدمة الموقع "مجانًا وسيظل مجانًا"، يقولها صراحة أيضا لصانع المحتوى "ادفع أكثر لتصل أكثر" .. فبعدما كانت منشوراتي بعد عناء في صناعة المحتوى تصل إلى عشرات الآلاف من التفاعلات، يأتي تحديث فيس بوك لتصل إلى الآلاف، ثم تحديث آخر ليخسف بالوصول أرضا، فيجعل التفاعلات بالكاد تبلغ بضع مئات! وكأن مابنيته من محتوى ومتابعين عبر سنين يخسف به فيس بوك الأرض خلال ساعات!
فما هو البديل؟ ماهو البديل لصانع المحتوى حتى يصل إلى متابعيه الذين طلبوا هم متابعته؟ وهل تكون هذه بداية النهاية لصانعي المحتوى على فيس بوك؟
التعليقات