خلال إحصائية نشرت في نهاية هذا العام تبين أن جوجل خفضت نسبة حركة البحث التي تصل إلى مواقع نشر الأخبار بحوالي 25% مقارنة بعام 2023. الرقم لافت خاصة إذا أُخذ في الاعتبار الدور المحوري الذي تلعبه جوجل في توجيه المستخدمين نحو المحتوى الإخباري منذ سنوات طويلة.

هذا الانخفاض يأتي في سياق تغير واضح في طريقة استهلاك الأخبار والمعلومات. محركات البحث لم تعد مجرد وسيط ينقل المستخدم إلى المصدر بل أصبحت تقدّم الإجابة مباشرة عبر الملخصات ونتائج الذكاء الاصطناعي التي تختصر الخبر في سطور قليلة دون الحاجة لزيارة الموقع الأصلي. النتيجة أن كثير من المستخدمين يكتفون بما يظهر أمامهم دون التعمق أو الاطلاع على السياق الكامل.

مواقع الأخبار هي المتضرر الأكبر من هذا التحول. فانخفاض الزيارات يعني تراجع في الإعلانات وضغط أكبر على غرف التحرير وربما تقليص لعدد الصحفيين. ومع الوقت قد يتحول المشهد الإخباري إلى عدد أقل من المنصات القادرة على الصمود مقابل اختفاء أصوات أخرى كانت تقدم تنوع مهم في التغطية.

كما أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي كمصدر وسيط للأخبار يخلق علاقة مختلفة مع المعرفة نفسها. الخبر يصبح مجرد معلومة مختصرة منزوعة من خلفيتها وسياقها وهو ما قد يؤثر تدريجيا على طريقة الفهم والوعي العام بالأحداث.