انتشرت مؤخراً تقارير عن كون مايكروسوفت تقود حملة لاستبدال الموظفين البشر بالذكاء الاصطناعي. لم تكن الأخبار عن تسريح 7000 موظف من مايكروسوفت مجرد رقم عابر. فالرقم وحده يعني 3% من قوة العمل في واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم. لكن ما جعل القصة أكثر إثارة هو ما قيل عن السبب، وهو أن الذكاء الاصطناعي أصبح يؤدي أدوارهم بشكل أفضل.

هذه ليست شائعات. تقارير متعددة تؤكد أن الأقسام التي شملها التخلي عن الموظفين كانت تضم أعدادًا كبيرة من مهندسي البرمجيات، أي من كانوا يُنظر إليهم حتى الأمس القريب على أنهم عماد اقتصاد المستقبل، وروّاد الثورة الرقمية.

فجأة، أصبحوا هم أنفسهم ضحايا للثورة التي ساهموا في بنائها.

الذكاء الاصطناعي لم يعد فقط أداة لتسريع كتابة الأكواد أو اكتشاف الأخطاء. أصبح قادرًا على توليد حلول برمجية متكاملة، إدارة التعليمات البرمجية، تحسين الأداء، وحتى اقتراح بنية كاملة للمنتج بدون الحاجة لفرق كاملة من المطورين.

ومع استمرار مايكروسوفت (وشركات أخرى) في ضخ استثمارات ضخمة في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، يصبح من الواضح أن ما يحدث ليس مجرد موجة عابرة، بل هو تحول بنيوي في طبيعة الوظائف التقنية نفسها.

لكن السؤال هو إلى أي مدى ستقودنا ثورة الذكاء الاصطناعي ومتى ستتوقف عن سلب الموظفين من فرص العمل