خلال أحد المشاريع الجامعية التي عملت عليها مؤخرًا، اضطررت إلى استخدام أداة كشف المحتوى المكتوب بالذكاء الاصطناعي، لأن الدكتور المشرف أخبرنا أنه سيضع جميع التقارير عليه للتأكد من خلوها من أي محتوى مكتوب بالذكاء الاصطناعي، لكن ما وجدته خلال التجربة جعلني أراجع هذه القناعة، بل وأتساءل بجدية عن مدى موثوقية تلك الأدوات
في البداية، أدخلت أجزاء من تقريري الأكاديمي الذي كتبته بالكامل بنفسي. لكن المفاجأة هي كون الأداة صنّفت عدة فقرات على أنها محتوى مكتوب بالذكاء الاصطناعي بدرجة عالية من الثقة. لم أفهم وقتها ما المعيار الذي اعتمدت عليه، لكني افترضت أن الأسلوب كان مرتبًا جدًا أو اللغة منسقة أكثر من المتوقع. فهل باتت الكتابة الجيدة تُحسب ضد كاتبها؟
الأغرب من ذلك، أنني قمت بعكس التجربة، أدخلت فقرة كاملة كنت قد كتبتها سابقًا باستخدام أحد أدوات الذكاء الاصطناعي، وعدّلت فيها بشكل طفيف، فظهرت النتيجة على أنها "محتوى بشري". وهنا بدأت أفقد الثقة في فكرة الاعتماد على هذه الأدوات بشكل قاطع أو استخدامها كدليل دامغ في أي سياق تعليمي أو عملي.
في النهاية، خرجت بانطباع واضح، وهو كون هذه الأدوات ربما تصلح كمؤشر عام، لكنها لا تملك دقة كافية لاتخاذ قرارات حاسمة، خاصةً في بيئات مثل الجامعات أو أماكن العمل التي قد تترتب عليها نتائج خطيرة. الخطر الحقيقي ليس في أنها تخطئ فقط، بل في أن الكثيرين يثقون بها ثقة عمياء وكأنها أجهزة كشف كذب رقمية.
التحدي الأكبر هنا ليس في التقنية نفسها، بل في طريقتنا في التعامل معها. الذكاء الاصطناعي يتطور بسرعة، لكن أدوات كشفه لا تزال تزحف وراءه بتخمينات غير دقيقة.
هل سبق لك تجربة أدوات كشف المحتوى المكتوب بالذكاء الاصطناعي؟ وما رأيك فيها؟
التعليقات