أقرأ الآن في مسألة الذكاء الاصطناعي، يبدو أنّ هُناك تسارع غير طبيعي في هذا المضمار، الآن هناك حديث عن منتجات تقرأ الأفكار! لا تُحدد كذبك من صدقك فقط، بل تحوّل أفكارك كما هي في عقلك إلى نصوص مكتوبة، حتى هذه اللحظة الحديث يبقى إلى نصوص مكتوبة، قد يحمل المستقبل احتمالية استعراض صور أيضاً!

تعالوا نتخيّل التقنية، بتطبيقها عالمياً بقوّة ما أوّل شيء يجب أن تُستخدم به هذه التقنية لإصلاحه؟ 

معدلات الجريمة قد تنزل لصفر، إذا استطاعت الحكومات بطريقة أو بأخرى من تعميم التقنية والاستفادة منها فهذا يعني توقّع أكيد لكل جريمة، على أنّ التوقّع إلى الآن لا يُمكن أن يبنى عليه أي شيء في الواقع، التوقّع يبقى توقعاً ولو كان شرير ليأتي السؤال: إلى متى؟

برأيي إذا أثبتت هذه التقنية فعاليّتها يجب علينا أن نُغيّر طريقة عمل القضاء في هذه المسألة لتصير الأمور عكسية ومُتقبّلة بعكسيّتها: ما الذي أعنيه بكلامي؟ أي أن نقبض على المُجرم الذي لم يقتل بعد! على أنّه فكّر فعلاً بالقتل ودارت هذه الفكرة بجديّة في مخّه، بالمناسبة أعتقد أنّ هذه الفكرة طُرحت بفيلم شهير للمخرج ستيفن سبيلبرغ اسمه minority report وتجذبني جداً، إلا أنني أواجه عائق واحد غير قابل للتخطّي إلى الآن بخيالي وحساباتي وتفكيري: 

هل يحق لنا ذلك؟ أن نُحاسب من يُفكّرون في الخطأ؟ لا المُخطئين فعلاً؟ المُخططين للجريمة لا المجرمين؟ الأمر معقد كما أراه، على أنني ميّال الآن وربما بدافع الحماس إليه، أنا ميّال لعقوبة إلى الآن لشخص لم يرتكب جريمة، عقوبة على تفكيره، أميل لهذه الاستباقية وأنت ما الذي يجعلك متردداً في قبول الأمر؟