المتأمّل في موقع وتطبيق يوتيوب يراه وكأنّه مكتبة كبيرة ممتلئة بمقاطع الفيديو، بحيث يتيح للمستخدمين مشاهدة ومشاركة الفيديوهات، رفعها وتحميلها، لكن الأمر ليس بهذه السهولة، فملايين المستخدمين يقومون برفع مقاطع الفيديو على يوتيوب كلّ دقيقة، من أوّل وهلة ستقول بأنّها ستكون فوضى كبيرة، لكننا كمستخدمين ليوتيوب لا نواجه أي مشكلة تذكر، فكيف يتمّ إستيعاب الكمّ الهائل من الفيديوهات المرفوعة؟!

تماما مثل ما نجده في المكتبة العادية، فكقرّاء للكتب قد نواجه صعوبة في البحث عن الكتاب الذي نبحث فيه، وقد نستغرق دقائق وربما ساعات ولا نجده على حسب حجم المكتبة، فما بالك بيوتيوب! في المكتبة نجد أمين المكتبة وهو موظّف مهمته أن يساعدنا في العثور على الكتاب الذي نريده في أسرع وقت، كذلك يوتيوب لديه أنظمة مساعدة خاصة بالفرز، ويتمّ ضغط تلك الفيديوهات كي تصبح صغيرة الحجم، ويتمّ توظيف خورازميات خاصة بالبحث عن الفيديوهات المشينة والسيئة، التي تحمل عبارات مهينة وعنصرية وغيرها ويقوم يوتيوب بحذفها.

يقوم يوتيوب بضغط حجم الفيديوهات دون أن يتمّ ذلك على حساب جودتها، وتهدف هذه العملية إلى التخفيف من الضغط على النظام، وجعل الفيديوهات تظهر بسرعة ويتمّ فلترتها بسهولة، وهذا بفضل استخدام شبكة تسمّى بشبكة توصيل المحتوى وهي المسؤولة عن توزيع مقاطع الفيديو على المستخدمين، فعندما ندخل للتطبيق ونبحث عن فيديو ما، فالخوادم القريبة من موقعنا الجغرافي هي التي تتكفّل بإيصال الفيديو لنا بالسرعة والجودة المطلوبة.

أعتقد أنّ الروبوتات والأنظمة الآلية بلغت مستوى لا بأس به في متابعة الفيديوهات الغير لائقة واللاّأخلاقية، وساهمت بشكل كبير في الكشف عن الإنتهاكات خاصة تلك المتعلقة بحقوق البث والنشر، وهذا كلّه بفضل خوارزميات مضبوطة تسهر على إيصال المحتوى الآمن واللائق للمستخدم الذي يطلب الخدمة فتصله بسرعة كبيرة ناتجة عن البنية التحتية الضخمة التي يستعملها يوتيوب وكبرى الشركات العالمية، ممّا يتيح لها التّعامل مع حجم بيانات ضخم خصوصا مع تزايد أعداد المستخدمين يوميا، فهل حقا يحافظ يوتيوب على الجودة العالية للفيديوهات بعد ضغطها أم أن هذه العملية تؤثر عليها، مارأيك؟!