في إحدى حلقات المسلسل الامريكي الشهير Nikita قامت منظمة إجرامية بتصوير مقطع فيديو لأحد أعضائها أثناء قيامه بعملية إغتيال وقاموا بالتلاعب بالفيديو ووضعوا صورة شخص أخر أرادوا تلفيق الجريمة له فيما أسموه في المسلسل بالقناع الرقمي، ولم تتمكن أجهزة الأمن من اكتشاف الخدعة، والآن لم يعد الامر مجرد خيال علمي، بل هي في الحقيقة تعرف بتقنية التزييف العميق أو Deep fake.

عند الحديث عن مخاطر الذكاء الصناعي لابد من ذكر تقنية التزييف العميق، في عام 2017 قام مجموعة من الباحثين في جامعة واشنطن بتصميم برنامج يعتمد على خوارزميات الذكاء الإصطناعي وقاموا بتغذية البرنامج بصور وفيديوهات لشخصيات عامة وجعلوا البرنامج يقوم بمحاكاة هذه الصور والفيديوهات بشكل يبدو حقيقيا تماما، فهذه المحاكاة تم توليدها من خلال الرنامج أي أنها لا تبدو أبدا مفبركة، هي حقا ليست مفبركة، هي مزيفة!

الأمر لا يتوقف عند تغيير الصوت والصورة، بل حتى توليد الصوت نفسه، فقد تمكن مجموعة أخرى من الباحثين من تجاوز أنظمة التحقق الصوتي بأصوات تم توليدها من خلال الكمبيوتر فقط بمجرد الاستماع لجملة من الشخص الحقيقي، ويمكنك إجراء نقاش كامل مع الحاسوب وأنت تسمع صوت الشخص الحقيقي، لذلك لا تتعجب إن وجدت نفسك تقول أو تفعل أشياء لا تعرف عنها شيئا!

والآن هناك تقنية تسمى face to face والتي يمكنها تركيب وجه شخص لوجه شخص أخر بشكل مباشر من خلال الكاميرا في نفس اللحظة، وقد شعرت أجهزة الآمن في أمريكا بالخطر من مثل هذه التقنيات مما دفع الوكالات التكنولوجية مثل داربا بالبحث في إمكانية تطوير تقنيات لكشف هذا النوع من التزييف الرقمي.

المثير للرعب هو أن هذه البرامج متاحة للعامة ويمكن الحصول عليها بسهولة واستخدامها أو حتى برمجتها من الصفر باستخدام خوارزميات الذكاء الصناعي.

في رأيك كيف ستؤثر هذه التقنيات على حياتنا في المستقبل القريب؟ وهل هناك حقا فائدة لمثل هذه التقنيات؟؟