هل الحياة اليوم أفضل مما كانت عليه وخاصة، الحياة التقنية؟ هل الشابكة اليوم أفضل وأبهى أخلاقيا مما كانت عليه منذ 20 عاما؟ هل كان الناس قديما أسعد حالا منا وهل الأحوال اليوم أكثر أريحية وأيسر منالا مما كانت عليه بالأمس؟ هل مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاته أميز وأنمى من الملتقيات التي كان يستخدمها المتصفحون قديما؟
لدوما ما يراودني هذا الاستفسار، فهل من مجيب عنه؟
لم يعد الناس سعداء محمود، انظر هذه المساهمة لأخونا خالد كيف يتمتم فيها عن عدم جدوى حياة الإنسان في ظل النظام التوظيفي الحالي.
السوشيال ميديا قربتنا تكنولوجيًا، باعدتنا واقعيًا، ونحن لسنا كائنات تكنولوحية، نحن من لحم ودم، نحن مشاعر تنبض، لسنا مجرد خوارزميات.
ولكن ما الذي حدث؟
الذي حدث أن السوشيال ميديا قربتنا تكنولوجيًا فصار الأمر كالآتي:-
لماذا أضيع الوقت في الإتيان لبيتك وإنفاق المال في المواصلات وأنا يمكنني أن أطمئن عليك من خلال أن أرى صفحتك على الفيس وآخر منشور كتبته وأضع لك تفاعل أحببته؟
صرنا أبعد عن بعض واقعيًا، لقد فرقتنا التكنولوجيا يا محمود.
أيضًا ظهور التكنولوجيا وبالأخص السيارات زاد في تعاستنا، فبعد ظهور السيارات صار يتم تصميم المدن بناء لخدمة السيارات وتوسيع الطريق لها بعدما كان يتم تصميم المدن وهندستها لأجل الإنسان، فصارت الآن المساحات التي يمكن للإنسان أن يمشي فيها أقل وأقل، فأحس الإنسان أنه محشور على الرصيف، لا قيمة له، فالسيارة أهم منه.
لسنا سعداء يا محمود، ولن نكون، إلا بعودتنا للزراعة، للبحر، للشجر، للأخلاق، للقيم، لصلة الرحم، للسعي خلف الله، لا خلف المال.
لسنا سعداء يا محمود، ولن نكون، إلا بعودتنا للزراعة، للبحر، للشجر، للأخلاق، للقيم، لصلة الرحم، للسعي خلف الله، لا خلف المال.
وما الذي يمنعنا من العودة، أو بالأحرى ما الذي أجبرنا أن نَبعُد أصلاً؟!
التكنولوجيا هي أداة ووسيلة يسرت الكثير والكثير، فلابد وأن نُحسن استخدامها. أبوكِ سافر إلى السعودية وأنت هنا في مصر، ألن تشكري التكنولوجيا التي مكّنتك من رؤيته وسماع صوته!
لكن للأسف وكما قولتِ، التهمتنا التكنولوجيا، وأنا أوافقك تماماً في ذلك.
التعليقات