ليس أنيقاً وحسب، بل واثقاً من نفسه بدرجة عالية، ما جعل البعض يرونه كـ "مدرسة" في الثقة بالنفس، هو الأفضل في مدينة نيويورك الأمريكية، وهو الناجح دوماً!، بلا شك أنّكم سترغبون بمعرفة من تكون هذه الشخصية الخيالية، وهي خيالية بالفعل ولكنّها ستُعلمك الكثير، شخصية "هارفي سبكتر" الذي لعب دوراً أساسياً في مسلسل المحاماة التلفزيوني "Suits".

رأى الكثيرون أنّ هذه الشخصية من الشخصيات الملهمة واقتبسوا الكثير من أقواله التي انتشرت عبر الشبكة العنكبوتية، ومن وجهة نظري الشخصية، أنّها من أكثر الشخصيات التي استفزتني وحرّضت كل عوامل التشويق، لتجعلني أسيرة هذا المسلسل ليلةً تلو أخرى، وبالرغم من أنّ العمل ملئ بالممثلين الذي قاموا بأداء أدوارهم بكل مهارة وإتقان مثل "جيسيكا، مايكل روس، ريتشيل، دونا، لويس وغيرهم"، ما جعل المسلسل حلقة مترابطة ومتكاملة من المتعة، حيث ستجد فيه الدراما والمحاماة، عالم الأعمال والعلاقات، الفشل والنجاح، الحيلة والخديعة، عزة النفس والولاء وغيرها من المفاهيم التي تتجسد أثناء سير الأحداث، إلا أنّ شخصية "هارفي سبكتر" هي التي جذبت المشاهدين، كونها شخصية متفردة، مليئة بالتعقيد والاستثنائية والدهاء.

شخصية "هارفي سبكتر" علّمتني الكثير من الدروس، وسأذكر بعضٌ منها عبر السطور التالية:

1- قد يُسمي البعض كثرة الثقة بالنفس "غروراً" ولكن لا بأس بقليل من الغرور، إذا كانت هذه الجرعة مقبولة وستقودك إلى نتيجة أفضل!.

الثقة بالنفس سنراها متجلية في كلمات "هارفي" القليلة وذات الوقع الواضح والقوي، لغة جسده وطريقة سيره وطريقة الجلوس، والحرص على التواصل البصري الدائم أثناء التعامل مع الطرف الآخر.

2- تتمتع شخصية "هارفي" بعدم الالتفات للآخرين والتفكير خارج الصندوق، وتحويل الإخفاقات إلى فرصة لتغيير التفكير في الأمر من زاوية أخرى، ومن ثمّ الوصول إلى نجاح ساحق أكبر مما سبقه، بل ومحاولة جعل الآراء السلبية الواردة من الآخرين إلى وسيلة تصب في مصلحته، وستجد الكثير من المشاهد عبر المواسم المختلفة للمسلسل، ما يُثبت هذه الأمور وستقف حيالها فاغراً فمك!

3- يُشير "هارفي سبكتر" إلى أنّه لا يسعى إلى تقليل الخسائر، بل إلى تعظيم الأرباح، وربما هذه الآلية التي يتبعها الكثير من الناجحين في حياتهم على كافة الأصعدة.

4- سنرى الكثير من المشاهد التي يُعلّق فيها "هارفي" على مظهر مساعده "مايكل روس"، لذا فمظهرك لا يقلّ أهمية عن موهبتك، والآخرين دائماً ما يحكمون على المظهر بالدرجة الأولى، إلا أنّ بعض الأفراد يتجاهلون هذه التفاصيل الصغيرة التي قد تُحدد مسار صفقاتهم، أعمالهم، بل وربما حياتهم!.

5- كنت دائماً ما أؤمن أنّ السير وفقاً للقواعد المتعارف عليها وإتباعها بشكل صارم قد يحدّ من إبداع الشخص، وهذا ما أكدّه " هارفي سبكتر"، ولا يعني ذلك خرق القواعد القانونية أو الاجتماعية، ولكن الالتواء عليها في بعض الأحيان قد يفي بالغرض.

أخيراً، وجّه "هارفي سبكتر" في هذه السلسلة، الكثير من الدروس لروّاد الأعمال، أبرزها برأيي هي ضرورة التخلّي عن ما عرّفه بـ " التوافه" أو المشاريع الصغيرة، أهمية التفوّيض في كثير من الأحيان، والأهم عدم الاستغناء عن أفضل موظفيك، فهم يدك اليُمنى!

إذا كنتم ممنّ شاهد هذا المسلسل أو أحد مواسمه، ماذا تعلمتم من شخصية "هارفي سبكتر"؟!