أحد المسلسلات التي يتم إذاعاتها بشهر رمضان الكريم على قناة شاهد.نت والعديد من القنوات المصرية مسلسل خلي بالك من زيزي
عندما شاهدت أول حلقة، أنتقدته لم يعجبني فهو يتميز بالطابع الكوميدي، ويدور حول قصة فتاة تعاني من الإنفعالية الزائدة وعدم القدرة على ضبط أعصابها وكيف تحولت حياتها إلى مأساة بسبب ذلك وكيف يتعامل معها الجميع بداية من عائلتها وكل المحيطين بها، ورحلتها للتغلب على ذلك.
لم يصلني الغرض من المسلسل بالبداية، وكنت أتهم البطلة بالمسلسل أنها متهورة وغير مسئولة وتتسبب في أذية الجميع دون مبالاة، ولكن بعد أن شاهدته مرة أخرى عن طريق الصدفة ووجدت بالمسلسل طفلة صغيرة تعاني من تنمر زملائها مع رفض المدرسة لها كطالبة لديها صعوبة في التحصيل بسبب تشتت الانتباه وفرط الحركة، بدأت أفهم الغرض أو الرسالة من المسلسل.
المسلسل يعرض قصتان متوازيتان قصة لطفلة تعاني من فرط الحركة وكيف سيكون مستقبلها من خلال البطلة زيزي إن لم يتم التعامل معها بالطريقة الصحيحة من خلال عائلتها أو من خلال المجتمع.
باختصار اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هو اضطراب في النمو العصبي يشمل عدم الانتباه وفرط النشاط والاندفاع، وهو أحد أكثر الاضطرابات انتشارا بين الأطفال وقد يؤثر على بعض البالغين أيضا، ورغم ذلك لكن نجد صعوبة في اكتشافه أو تشخيصه ربما لقلة الوعي لدى الأهل فالجميع يصف حالة هؤلاء أنها شقاوة مبالغ فيها لا أكثر، لذا لا يتم تشخيصه بسهولة.
وإن بحثنا على السبب الأساسي وراء هذا الاضطراب سنجد أن ليس هناك سبب واضح حتى الآن، ولكن هناك أبحاث تأكد أن الجينات لها دور وأيضا سوء التغذية للأطفال ويُعتقد أنه يُنتج عن نقص مستوى الدوبامين والنورأدرينالين من منطقة الدماغ (الفص الأمامي)
وهذا بدوره يؤثر على قدراتهم التنظيمية وأداء المهام، وينتج عنه أعراض متعلقة بفرط الحركة كأن لا يستطيع البقاء في مكان واحد لمدة، الركض والتنقل والتحدث والثرثرة بكثرة، وأعراض أخرى متعلقة بتشتت الانتباه مثل أنهم يجدون صعوبة بالغة في اتباع الأوامر خاصةً المعقد، يتأثرون بسرعة بالمؤثرات الخارجية وتشتتهم، لا يطيقون المهام التي تحتاج لجهد عقلي، وصعوبة بالتركيز ونسيان المهام اليومية.
وحتى الآن لا يوجد علاج للشفاء التام من هذا الاضطراب، لكن العلاج يهدف للحد من الأعراض، ويتم استخدام العلاج السلوكي مع الأدوية بالغالب.
من الجميل أن تتبنى الأعمال الدرامية هذا النوع من الأمراض لرفع الوعي لدى الجمهور، فحتى البارحة كان فرط الحركة أحد أوائل التريندات بمصر
برأيكم كيف يمكننا رفع درجة الوعي لدى المجتمع في التعامل مع من يعانون من فرط الحركة، ومساعدتهم خاصة فئة الأطفال؟
التعليقات