هل رضى الوالدين أمر أساسي في حياتنا أم بإمكاننا الاستغناء عنه؟


الحقيقة التي لا يمكن الهروب منها هي أن التوفيق في الحياة لا بد له من رضا الوالدين.. فعقوبة العقوق لها قسمان: الأول في الدنيا والثاني في الآخرة..

أما عقوبة الآخرة فمعلومة لدى الجميع لكن العقوبة المعجلة في الدنيا فبسبب قوانين الكون التي تقضي بمعاقبة كل ناكر للجميل..

من يأخذ الكثير دون أن يعطي شيئاً لا بد له من عقوبة في الدنيا..

وأكثر من يعطي الأم والأب كما أن أكثر من يأخذ الأبناء فعندما يقابل الأبناء عطاءات الوالدين وتعبهما والحمل والإرضاع والتربية في الصغر عندما يقابلون كل هذا بالجحود والنكران والعقوق فلا بد من عقوبة معجلة في الدنيا..

هكذا هي الحياة لا يمكن أن تأخذ فقط دون أن ترد جزءاً من الجميل.. لا يمكن أن تقابل العطاء بالجحود والنكران وإلا قابلتك الدنيا بالعقوبة..

الأمر سواء بالنسبة للمؤمن والكافر فميزان العدل في الدنيا يقتضي العقوبة مع ما يدخره الله للمسيء يوم القيامة..

اللهم ارزقنا برّ والدينا واغفر لنا و لهم..

ماذا لو أحد والديك اصروا عليك بالقيام بفعل شيء، انت على تمام العلم أنه سيء؟

بالطبع لن أطيعهما في ذلك ..

البر للوالدين ليس طاعتهما طاعةً عمياء بل على العكس قد يكون البر أحياناً في عدم طاعتهما..

هناك خلط كبير بين البر والطاعة، فالطاعة هي جزء من البر وليست هي البر نفسه!

البر هو التواصل معهما والدعاء لهما وتأمين احتياجاتهما والعمل على راحتهما وطاعتهما في الأمور التي لا ضرر منها..

قد يخطئ الآباء في حق الابن أو الابنة فيكون البر هنا بالعفو عنهما ونسيان ما صدر منهما... فإن كان العفو عن الناس مطلوباً فمن باب أولى أن يكون تجاه الأبوين حيث أن أفضالهما أكبر بكثير من أي خطأ ارتكباه..

هذا هو قانون الحياة الذي لا يسمح أن نردّ بالإساءة على اليد التي أحسنت إلينا، وأي إحسان أكبر من حمل الابن تسعة أشهر متواصلة؟؟ ثم إرضاعه شهوراً طويلة؟؟ ثم إطعامه وقضاء حوائجه سنين طويلة حتى يكبر؟؟

الله لم يجعل الإنسان مستغنياً بذاته بل جعله محتاجاً لوالديه حتى يكبر وسيأتي اليوم الذي يحتاج فيه الوالدان لابنهما فهل سيلبي ابنهما حاجتهما كما قاما بتلبية حاجاته صغيراً أم سينكر فضل والديه وينصرف عنهما؟

ثم إن الموضوع عبارة عن سلف ودين.. من برّ والديه برّه ولده، ومن عقّ والديه عقه ولده..


مسلسلات

مجتمع يختص بالمسلسلات عامة , و بالاخص المسلسلات الاجنبية

63.7 ألف متابع