ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻋﻦ ﻛﻌﺐ ﺍﻷﺣﺒﺎر: ﺃﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻗﺎﻝ: " ﺍﻟﻐﺮﺍﺏ ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺤﺪﺃﺓ ﺗﻘﻮﻝ: ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻫﺎﻟﻚ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ " .

يعد الغراب من أذكى الطيور على الإطلاق وهو صديق الفلاح، ويقال للأرض المثمرة " ما طار غرابها " مما يمثله من مكافحة حيوية مثله مثل الهدهد. وعندما تقرأ عن طائر الغراب وسلوكه ومجتمع هذا الطير تجده بالفعل طائر العجائب .

والبومة ( الحدأة ) ترمز للحكمة والوعظ وهي واقفة على الأطلال وذكر هيغل - في كتاب ( فلسفة الحق ) - مقولته المشهورة: " ﺃﻥ ﺑﻮﻣﺔ ﻣﻨﻴﺮﻓﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﺮ ﺍﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺧﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺳﺪﻭﻟﻪ.. " ويقصد هنا فلسفة هذا الطائر وتكتيكه فلا ﺗﺘﺤﺮﻙ إلا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻟﺘﺒﺪأ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻭﺗﺤﻠﻴﻠﻪ.

ومن ثمَ إن الله خلق كل شيء بقدَر ونهانا عن التطير والتشاؤم بمخلوفاته ولا تُعبر نظرتنا إلى الغراب والبومة وغيرها من المخلوقات التي تعتبر رمز للشؤم في بلادنا العربية إلا عن أزمة ثقافية، وجاهلية مفرطة.