لمتابعي المواقع العلميّة، وحتى التقنيّة منها، قام هوكينغ بعرض فكرته الجديدة والتي سينشر عنها ورقةً علميّةً قريبًا عن مفارقة ضياع المعلومات داخل الثقوب السوداء ، سؤالي هو، إن كنت متابعًا لهذا الموضوع، ما الفرق الأساسي بين الذي نشره هوكينغ في السنة الماضية ( عن أفق الحدث وعدم وجوده كما كنا نعتقد) وبينما نشره هذه السنة (عن خروج المعلومات وإمكانية كون الثقوب السوداء أبوابًا لأكوان أخرى).
الثقوب السوداء، ما الجديد في ما قاله هوكينغ؟
مقالة ذات صلة
كاثراء للموضوع أعتقد ان التغير في ارائه حاصل بسبب التقدم الفيزيائي والرياضي لنظرية الاوتار الفائقة ونظرية M . ووجود كوننا حسب النظرية على غشاء هيولي كونيّ مرتبط بأكوان اخرى . النظرية تتقدم وتحرز نجاحات كبيرة في الوسط العلمي لكن ستيفن لا يزال يعتبر نفسه عالما مستقلا ولم يؤيد بشكل كامل هذه النظرية التي استفزت الرياضيين والفيزيائين للعمل عليها بجدّ.
المشكلة ليست في الثقب الأسود فقط . المشكلة في التحقق التجريبي من النظريات المفسِرة الآن :
1-سر الجاذبية لم يكشف بعد . هناك فكرة جسيم اسمه الغرافيتون متوافق مع الحسابات لكن لم يُرصد بعد .
2-نظرية الاوتار الفائقة متناسقة رياضيا وفيزيائيا بشكل مذهل وتتطلب احد عشر بعدا لاستقرارها العلمي مما يرجح بشكل حاسم وجود اكوان موازية .
3-وصول النظريات الى طول بلانك وزمن بلانك وهما اقصر طول فيزيائي واقصر زمن فيزيائي يمكن الحديث عنه .وبالتالي تجريبيا وحاليا لايمكن التحقق من الأمور .
الفيزياء تعتمد على التجريب كي تستمر في المضي قدما عكس الرياضيات التي لا تنتظر .وفي انتظار المفاعل الجزيئي الذي سيبنى في امريكا لا يمكن التأكد واقعيا من الكثير من الأمور المطروحة . - ويتارجح الان نواب الكونغرس بين القبول والرفض لبنائه لكلفته الخيالية ولخطر ان يبنى ثقب اسود يكون خارج السيطرة ويدمر البشرية -
هذا المقال يتحدّث عمّا قاله هوكينغ هذا العام
وهو لم ينشر الورقة العلميّة بعد.
أما هذا
فيتحدث عن ورقته المقدّمة في 2014، والتي يقدّم فيها بديلًا لما يسمّى "أفق الحدث". :)
قرأت العنوان قبل أيام عن أنه يقول أن ما يدخل الثقب الأسود يذهب لكون آخر لكن يبقى مجرد تخمينات وافتراضات.
الفكرة الأهم هي أنّ المعلومات لا "تُدمر" أو "تُمحى" داخل الثقب الأسود -حسب افتراضاته السابقة- والتي تعاكس ما قاله في 1974 عن تبخّر الثقوب السوداء إلى لا شيء عبر إشعاعات هوكينغ
لهذا قلنا أنها مجرد تخمينات وظنون وبالتالي فمن طبيعتها أن عرضة للتبدل والتغيير تبعا لتغير المعطيات ، ولو كانت يقينية لما تغيرت المعلومات والآراء.
نعم هي عرضة للتبدل والتغيير وليست يقينيةً على الإطلاق، لكنها ليست مجرد تخمينات وظنون. هي استنتاجات مبنية على النظريات الفيزيائية المتفق عليها.
أنا لم أقصد القول بأنها مجرد تأليف من بنات أفكاره وخياله ولكن كما هو معروف فالظن هو نقيض اليقين ونلاحظ ذلك جليا في كلام الله حيث يستخدم مشتقات الفعل ظن للتعبير عن عدم اليقين في مواطن عدة.
( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّـهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴿١٥٧﴾ ) سورة النساء
( وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾ ) سورة يونس
( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴿٢٤﴾ ) سورة الجاثية
التعليقات