في الحقيقة لا يمكن زيادة النشاط الاشعاعي الحيوي من داخل الخلية الحية دون مصدر اشعاعي خارجي ، فإنه يلزم قذف أنوية العناصر المكونة للخلايا لكي تبدأ بذلك النشاط ونشاطها يكون محدود بحسب الطاقة الاشعاعية للنظير المشع المستخدم ، وعملية قذف الانوية بحد ذاتها لها ايجابيات وسلبيات في المجال الحيوي ، ففي العلاج الحديث للسرطان على سبيل المثال يتم حقن العضو البشري بنظائر مشعة الغرض منها هو الكشف عن وقتل أو احراق الخلايا المصابة إشعاعيا او المتأثرة إشعاعيا ولكن في المقابل لا يمكن بسهولة تثبيط النشاط الاشعاعي الذي ادى الى توليد تلك الخلايا السرطانية ، وبالتالي لا يمكن التخلص من الخلايا السرطانية اذا وصلت الى مرحلة الانتشار في اماكن متفرقة من الجسم.
في النقطة الاخيرة يجب ان يكون الهدف هو الحمض النووي لأن التأثيرات الاشعاعية التي ادت الى حدوث السرطان تبدأ في تغيير اجزاء في الحمض النووي مؤدية الى حدوث التأثيرات العشوائية لخلايا الجسم وتحويلها الى خلايا سرطانية ، لذا فإن اغلب الابحاث العلمية في هذا المجال تذهب لدراسة التغيرات في الحمض النووي المسؤول عن الخلايا السرطانية.
إن المشكلة الأكثر أهمية الآن ليست التحكم في النشاط الاشعاعي العشوائي للخلايا (انتشار السرطان) بل التحكم في تركيب الحمض النووي.
ولزيادة النشاط الاشعاعي للخلايا الحية وزيادة مقدرتها ايضا على تحمل الحقن بالنظائر المشعة او العلاج الاشعاعي المباشر فإن الجسم يحتاج الى مصادر طاقة طبيعية منها التعرض لأشعة الشمس الغير حارقة والتغذية الجيدة والممارسات الصحية للجسم ، أما دور الأبحاث العلمية لتطوير النشاط الاشعاعي للنظائر المشعة في (التخلص من الخلايا السرطانية - الدقة في الاستهداف - التنبؤ بأماكن تواجد الخلايا السرطانية رغم عدم ظهورها) فهذا المجال تحديدا مازال في المهد.
اقتباس:
يوضح أندرياس كاكاروجكاس بقسم الأحياء بالجامعة الأمريكية في القاهرة، والحاصل على زمالة ما بعد الدكتوراة ومدرس التفكير العلمي، "يقوم الإشعاع بتدمير الحامض النووي، وحينما يُدمر الحامض النووي الموجود في الخلايا السليمة بأجسامنا، يكون لذلك أثراً ضاراً على صحة الإنسان. أما حينما يتم تدمير الحامض النووي في الخلايا السرطانية (أي العلاج بالإشعاع)، فإن ذلك يساهم في علاج مرض السرطان. إن البحث في كيفية تدمير وإصلاح الحامض النووي سيساعدنا على اكتشاف طرق جديدة لزيادة فاعلية العلاج الإشعاعي والكيميائي."
التعليقات