النشاط الاشعاعي Radioactivity


التعليقات

مرحبا عادل،

اشكرك جدا على هذه الاسئلة المتفوقة فعلاً ، في الحقيقة كانت اسئلتك خارجة عن الطور المتوقع وهذه الطريقة الفكرية يحملها شخص اقرب لأن يكون باحث علمي او عقلية مشروع عالم متميز في المستقبل القريب.

بالنسبة للمركبات المشعة - نظريا - هي موجودة ولكن عمليا تحتاج الى ظروف خاصة ، وتكون هذه المركبات مشعة عند احتوائها على الاقل على عنصر مشع واحد ، وليس شرط ان يكون العنصر المشع هو من العناصر الثقيلة ، قد تكون احدى نظائر الهيدروجين او الكربون فبالتالي يكون المركب مشع عند احتوائه على عنصر واحد مشع على الاقل في تكوينه الجزيئي.

بالنسبة الى التأثير الاشعاعي على الخلايا الحية هو مجال كبير جدا وواسع ، وكذلك يستوجب الحذر الشديد عند عمل الدراسات البحثية حوله فقد يؤدي الشروع في ذاك الى تأثيرات اما حتمية او عشوائية ولا يمكن عمل دراسات حول هذا المجال دون ان تكون هنالك خلايا مصابة ، فبالتالي تكون الدراسة حول ذلك علاجية اكثر منها معرفية.

بالمقابل يحتوي جسم كل كائن حي بما في ذلك الانسان على تكوينات مشعة على سبيل المثال مكونات العظام كالبوتاسيوم-40 وهو نظير مشع طبيعي ، من خلالة يتم قياس عمر النصف لمعرفة عمر الاحافير او الزمن الذي كان يعيش فيه.

اما بالنسبة للتأثير على مركبات حيوية او خلايا حيه لكي تصبح مشعة فهذه العملية اقرب الى ما يسمى بعملية الفلورة وكذلك عملية الفسفرة والتي تستخدم في الطب التشخيصي لعلاج السرطان ، ولكن مازالت الابحاث في ذلك قائمة وبشكل كبير حيث ان الخلايا الحية تتأثر بشكل كبير بالاشعاع مما يؤدي غالبا الى نتائج عكسية مما لا يسمح للباحثين في التوصل الى النتائج التي كانت محتملة.

اخيراً سأضع هنا بعض النقاط المهمة:

  • التأثيرات حتمية (ارتكاسات مؤذية من قبل الخلايا)، ناجمة بشكل كبير عن تسبب الجرعات العالية من الإشعاع بقتل الخلايا وجعلها غير قادرة على القيام بعملها بشكل صحيح.

  • التأثيرات عشوائية، مثل حدوث تأثيرات سرطانية أو وراثية تتضمن إما تطور السرطان لدى الأشخاص المعرضين للإشعاع بسبب وجود طفرة في خلايا أجسادهم، أو حدوث أمراض وراثية لدى أولادهم بسبب وجود طفرة في خلاياهم التناسلية أو الجنسية.

على العكس من ذلك قد يؤدي وجود العناصر المشعة الى تثبيط بعض العمليات أو الوظائف الحيوية في الجسم الحي ، واعلل ذلك الى عدم استقرار انوية هذه العناصر اضافة الى اطلاقها جسيمات إشعاعية التي قد تعمل بدورها على قذف أنوية عناصر اخرى غير مشعة لتحويلها الى عناصر مشعة هي الاخرى وتستمر هذه العملية كسلسلة مستمرة ، وتقوم بعض هذه العناصر المشعة والجسيمات المنطلقة منها على جعل الخلايا الأم للمكون الحي على الانقسام المتتالي والغير منتظم لتكوين خلايا جديدة بشكل متسارع وعشوائي مما يؤدي الى عدم القدرة على التحكم بها أو تثبيط عملية الانقسامات العشوائية المتتالية.

في المقابل ارجح عمليات إثارة العناصر لا قذف انويتها لتحويلها الى عناصر مشعة داخل الجسم الحي ، فعند إثارة العنصر يتم اعطاءة طاقة قد تكون عن طريق الفوتونات الضوئية أو الحرارة ، ولكن عند تحويل عنصر معين الى مشع فإنه يتم قذف نواته التي كانت مستقرة بجسيمات إشعاعية مثل (ألفا - بيتا) أو أشعة جاما بكميات معينة.

وفي حالة الاثارة لا يحدث أي تأثير على الانوية وانما يحدث التأثير والاثارة للإلكترونات المتواجدة خارج النواة (حولها) وبالتالي تنتقل الالكترونات من مستويات طاقة أقل الى مستويات طاقة أعلى مما يسهل لكثير من العناصر عمليات الارتباط الكيميائي والاتحاد لتكوين مركبات كيميائية ذات تأثير حيوي مطلوب أو مستحب.

وفي حالة لم تكن لدى ذلك العنصر المثارة الكتروناته المقدرة على الارتباط أو الاتحاد لتكوين مركب كيميائي مع عنصر آخر فلن تظل الالكترونات على حالتها المثارة والغير مستقرة لزمن طويل (أي اكثر من جزيئات الثانية) وبالتالي ستعود الالكترونات الى مستويات الطاقة الاصلية الغير مثارة مع إطلاق الطاقة التي اثيرت بها كونها لم تعد بحاجه اليها.

والطاقة التي تم إطلاقها إما انها تنصدم بإلكترونات عناصر اخرى لتقوم بإثارتها وبالتالي حدوث نفس العملية المذكورة سابقا او تتحول تلك الطاقة الى نشاط حيوي حسب النظام الحيوي للمنطقة المعينة التي تم التأثير عليها.

واذكر هنا ابسط مثال وهو كمية الطاقة التي تحصل عليها بعض المكونات الحية من خلال التعرض لضوء وحرارة الشمس التي تعمل على اثارة ألكترونات العناصر المتواجدة في العضو الحي المعين ، وبالتالي تحدث اما عملية اتحاد كيميائي مؤدية الى زيادة نشاط حيوي معين ، أو عودة الالكترونات المثارة بفعل الشمس الى حالتها الاصلية مع إطلاق الطاقة التي حصلت عليها وبالتالي يحصل الجسم او العضو الحي على الطاقة التي يحتاج اليها للقيام بنشاط معين او ترقية عمليات حيوية معينه (والطاقة التي تطلقها الالكترونات عند عودتها الى حالتها الاصلية بعد الاثارة ليس بالشرط ان تكون بنفس صورتها الاصلية أي ضوء أو حرارة وإنما قد تكون طاقة حرارية وقد تكون طاقة حركية...إلخ).

في الحقيقة لا يمكن زيادة النشاط الاشعاعي الحيوي من داخل الخلية الحية دون مصدر اشعاعي خارجي ، فإنه يلزم قذف أنوية العناصر المكونة للخلايا لكي تبدأ بذلك النشاط ونشاطها يكون محدود بحسب الطاقة الاشعاعية للنظير المشع المستخدم ، وعملية قذف الانوية بحد ذاتها لها ايجابيات وسلبيات في المجال الحيوي ، ففي العلاج الحديث للسرطان على سبيل المثال يتم حقن العضو البشري بنظائر مشعة الغرض منها هو الكشف عن وقتل أو احراق الخلايا المصابة إشعاعيا او المتأثرة إشعاعيا ولكن في المقابل لا يمكن بسهولة تثبيط النشاط الاشعاعي الذي ادى الى توليد تلك الخلايا السرطانية ، وبالتالي لا يمكن التخلص من الخلايا السرطانية اذا وصلت الى مرحلة الانتشار في اماكن متفرقة من الجسم.

في النقطة الاخيرة يجب ان يكون الهدف هو الحمض النووي لأن التأثيرات الاشعاعية التي ادت الى حدوث السرطان تبدأ في تغيير اجزاء في الحمض النووي مؤدية الى حدوث التأثيرات العشوائية لخلايا الجسم وتحويلها الى خلايا سرطانية ، لذا فإن اغلب الابحاث العلمية في هذا المجال تذهب لدراسة التغيرات في الحمض النووي المسؤول عن الخلايا السرطانية.

إن المشكلة الأكثر أهمية الآن ليست التحكم في النشاط الاشعاعي العشوائي للخلايا (انتشار السرطان) بل التحكم في تركيب الحمض النووي.

ولزيادة النشاط الاشعاعي للخلايا الحية وزيادة مقدرتها ايضا على تحمل الحقن بالنظائر المشعة او العلاج الاشعاعي المباشر فإن الجسم يحتاج الى مصادر طاقة طبيعية منها التعرض لأشعة الشمس الغير حارقة والتغذية الجيدة والممارسات الصحية للجسم ، أما دور الأبحاث العلمية لتطوير النشاط الاشعاعي للنظائر المشعة في (التخلص من الخلايا السرطانية - الدقة في الاستهداف - التنبؤ بأماكن تواجد الخلايا السرطانية رغم عدم ظهورها) فهذا المجال تحديدا مازال في المهد.

اقتباس:

يوضح أندرياس كاكاروجكاس بقسم الأحياء بالجامعة الأمريكية في القاهرة، والحاصل على زمالة ما بعد الدكتوراة ومدرس التفكير العلمي، "يقوم الإشعاع بتدمير الحامض النووي، وحينما يُدمر الحامض النووي الموجود في الخلايا السليمة بأجسامنا، يكون لذلك أثراً ضاراً على صحة الإنسان. أما حينما يتم تدمير الحامض النووي في الخلايا السرطانية (أي العلاج بالإشعاع)، فإن ذلك يساهم في علاج مرض السرطان. إن البحث في كيفية تدمير وإصلاح الحامض النووي سيساعدنا على اكتشاف طرق جديدة لزيادة فاعلية العلاج الإشعاعي والكيميائي."

التحايا القلبية لك ، والتحايا القلبية لأسلوب التفكير العظيم لديك.

مداخلاتك رائعة جدا واحب هذا النوع من النقاش العلمي المميز والرائع ، اشكرك كثيرا على كل ما طرحته.

من اكثر المجلات العلمية الالكترونية التي اتابعها بشكل مستمر في هذا المجال ومجالات اخرى

وفي هذا الرابط مجموعة من الابحاث العلمية الحديثة حول الدماغ البشري والخلايا العصبية، احببت ان ارشحها لك للاطلاع عليها

ويعتمد الكثير من الباحثين الاكاديميين في الحصول على بعض النتائج البحثية حول الدماغ البشري والخلايا العصبية من خلال هذه الاكاديمية

وهذه اهم الروابط التي احببت مشاركتها معك، كل الاحترام والتقدير لشخصكم الرائع، دمت بخير دائماً

اؤيدك كثيرا في هذا المشروع المتميز ، وسأكون معك كعامل انجاح بقدر ما استطيع وحسب تفرغي ، لك كل التحايا الجميلة


العلوم

مجتمع لنشر ومناقشة الأخبار والمواضيع العلمية. اطلع على الشروط من هذا الرابط =>

66.1 ألف متابع