مسيحي بالوراثة يؤمن بدينه الموروث ايمان اعمى و مسلم بالوراثة يؤمن بدينه الموروث ايمان اعمى ، احدهما في النار و الآخر في الجنة، ماذا لو كان ذلك المسيحي محظوظا وولد في عائلة مسلمة ؟ ماذا لو لم يحالف ذلك المسلم الحظ وولد في عائلة مسيحية ؟ تبدو المسألة فقط مسألة حظ و جغرافيا ، لو كنت محظوظا وولدت في عائلة مسلمة مثواك الجنة و لو كان حظك عثرا وولدت في عائلة مسيحية مصيرك النار، هذا لا يبدو عادلا، لكن الله عادل و ليس بظلام للعبيد، اين العدل و ما الحكمة في هاته المسألة؟
هل الله عادل؟
هل تقصد ان مئات ملايين المسلمين سواء في وقتنا الحاضر و خصوصا في العصور القديمة الذين سبب اسلامهم الوحيد هو أن آباءهم مسلمين كلهم في النار؟ ثم ما هي الآيات او الاحاديث التي تقول انه عليك ان تسلم بدليل او حجة مقنعة ليكون اسلامك صحيحا ؟ لم اسمع بها صراحة. انا لم اقل ان امتلاك عائلة مسلمة يضمن لك الجنة لكن امتلاك عائلة مسلمة في اغلب الحالات يجعلك مسلما ايضا مثلما امتلاك عائلة مسيحية يجعلك في اغلب الحالات مسيحيا ايضا، ما ارمي اليه ان ذلك المسيحي الذي اصبح مسيحيا لان عائلته مسيحية كان من الممكن ان يولد في عائلة مسلمة و يصبح مسلما.
لا يوجد شيء اسمه "سبب إسلامهم الوحيد هو أن آباءهم مسلمين"!
الإسلام يطالبنا بالإيمان الذي له أركانه، والإيمان هو أن تعتقد يقينياً بشيءٍ ما أو بصحّته اعتماداً على أدلّة وبراهين تثبت وجود هذا الشيء وتثبت صحّتَه.
وما أكثر الآيات والأحاديث التي تطالبنا بالإيمان، وما أكثر الأدلة على صحّة ما نُؤمرُ بالإيمان به.
فهل ولادة شخصٍ في عائلةٍ مسلمةٍ واتّباع هذا الشخص لهذه الديانة "دون إيمانٍ فعليٍ بها وبصحّتها" سينفعه أو يجعله مؤمناً؟!
إنّ ذلك سيجعله مسلماً بالاسم نتيجة انتمائه للعائلة أو المجتمع، ولكن هل هكذا تكون اعتباراتُ الله للناس والأفراد؟ وهل يحاسبهم على ادّعائهم أو مسمّياتهم؟ أم سينظر إلى أفعالهم الناتجة عن إيمانهم؟
إن لم يكن الشخص مسلماً حقاً ومؤمناً بالله وبصحّة دينه فإنّ ذلك لا يجعله إلا مدّعياً للإيمان حتى لو وُلد في عائلةٍ مسلمة.
فالمسيحي الذي لم يحالفه الحظ "حسب تعبيرك طبعاً" بأن يولد في عائلةٍ مسلمة فإنّ ذلك لا ينبغي أن يؤثر فيه شيء، فهو مطالبٌ بأن يبحث في صحّة دينه واعتقاداته، وكذلك المسلم الذي يريد أن يكون مسلماً بحق، ليس مدّعياً للإسلام وراثةً عن أهله.
من أكثر الآيات التي ذمّت المشركين هي الآياتُ التي توبّخهم لاتّباع آبائهم عن عمى وجهلٍ دون تعقّلٍ أو تفكّر.
قال تعالى: {{وإذا قيلَ لهمُ اتّبعوا ما أنزلَ الله قالوا بلْ نتّبعُ ما ألفَينا عليهِ آباءنا، أوَلو كانَ آباؤهم لا يعْقلونَ شيئاً ولا يهْتدون}} (البقرة: 170)
الذم في مثل هذه الآيات ليس لاتّباعهم آباءهم فقط، بل لأنّهم متّبعين لهم على غير هدى، فلا ينبغي لإنسانٍ أن يتّبع إنساناً إلا إن كان مقتنعاً بآراء المتَّبَع (بفتح الباء) وبما يفعله.
من أركان الإيمان أن تؤمنَ بالله، وأن تؤمنَ بصفات الكمال له، ومن صفات الكمال أنّ الله عادلٌ لا يُظلمُ عنده أحد، فلا يظنّنَّ مسلمٌ أنّ الله سيعامل عبداً آمنَ به عن تقصٍّ وبحثٍ واطّلاعٍ وإيمانٍ بالأدلّة والبراهين، بذات المعاملة التي سيتعامل بها مع عبدٍ وُلدَ مسلماً وأكملَ حياته دون أن ينظر في نفسه ويتفكّر، هل هو على صوابٍ أم أنّه ضالٌّ في طريقه؟ هل هو مؤمنٌ بالله حق الإيمان أم أنّه ورِثَ الإيمان عن أهله؟
والله تعالى أعلم
هل تنفي دور الوراثة في تحديد ديانة الشخص؟ اذا كان كلامك صحيحا و ليس للوراثة دور مهم، لماذا سكان البلدان المسلمة مثل السعودية مسلمون؟ لماذا سكان البلدان المسيحية مثل البرازيل مسيحيون؟ لماذا الهنود هندوس ؟ لماذا سكان ايران شيعة؟ لو لم يكن للوراثة دور مهم لم تكن لتوجد بلدان مسيحية او مسلمة او هندوسية .. الخ اصلا بل كنت لتجد في كل بلد مختلف الديانات و الطوائف بتقسيم متساوي، و يا سبحان الله لماذا دائما عندما يشغل المسلم السني عقله و يتدبر يلقى ان دينه الذي ولد عليه هو الحق و نفس الامر بالنسبة للشيعي و المسيحي و اليهودي.
من قال ان المسلمين بالوراثة مسلمون فقط بالاسم؟ بل بالعكس حسب خبرتي إن المسلم الذي يؤمن بدين آباءه ايمان اعمى هو الاكثر يقينا بصحة دينه و الاكثر التزاما و خشية لله بينما تجد مثلا من يتخد الاعجاز العلمي كدليل على صحة اسلامه تجده يشكك احيانا في صحة دينه.
طلبت منك ان تأتيني بآية او حديث مفاده ان المسلم بالوراثة اسلامه غير صحيح، تلك الآية موجهة لمشركي قريش و ليست للمسلمين
اغلب المسلمين مسلمون فقط بالوراثة هل هذا يعني ان كل أولئك في النار ؟
من يهتم اذا كان المسلم بالوراثة اقل قدرا عند الله من المسلم عن اقتناع، ففي يوم القيامة النجاة من جهنم ستكون مكافئة كافية بالنسبة لذلك المسيحي المسكين الذين ذنبه الوحيد انه ولد في مجتمع مسيحي
أولاً: ما علاقة وجود دول كاملة بديانة واحدة بالكلام الذي قلتُه من قبل؟
قلتُ لك أنّ أمر الحساب متعلّقٌ باعتقاد الفرد وأعماله، سواء وُجد في دولةٍ تَدينُ بدينه أو وُجد في كوكبٍ آخر، فاتّخاذ الدولة لدينٍ معيّن، أو تواجد الفرد في عائلةٍ تَدينُ بدين معيّن، لا علاقة له بحسابه يوم القيامة، فالحساب متعلقٌ -مرّة أخرى- بالاعتقادات الفردية والأعمال الفردية.
ثانياً: من الطبيعي أن يجدَ كلَّ شخص (سني، شيعي، مسيحي .. الخ) أنّ دينه هو الصحيح، ولا أنفي أنّ من أسباب ذلك هو الموروث العائلي والمجتمعي، ولكنّنا مطالبون جميعاً كبشر أن نفكّر ونمحّص الأمور لنصلَ للحقيقة، ومطالبون بذلك أكثر عندما تَعرِضُ لنا شبهاتٌ عن ديننا، أو عندما تتم مقارنة أدياننا ببعضها، فهنا لا بدّ من تكثيف الجهود ليعرف الشخص دينه معرفةً شبه كاملة (أو كاملة حتى) ليستطيع أن يقتنع تمام الاقتناع ببطلان ما يُشاع عن دينه من شبهاتٍ واتّهامات.
فإن رأى في دينه ما يوافق تلك الشبهات -وخاصّةً في أمور الاعتقاد- فينبغي عليه أن يرى دين غيره في محاولةٍ للوصول لحقيقةٍ أصيلةٍ توافق ما أمر الله به حقاً.
إذاً فهو مطالبٌ بالتقصّي حتى وإن اقتنع أن دينه هو دين الحق والصواب.
ثالثاً: ليست قاعدةً أنّ المسلم بالوراثة أشدُّ تديناً من غيره، وكذلك الأمر بالنسبة للمتشكك نتيجة الإعجاز العلمي، فنعود لنقطة أنّ الحساب والجزاء يكونان على قدر الاعتقاد والعمل، فإن كان المتشدد لدين آبائه متشدداً مع اعتقادٍ بصحة ذلك وإيمانٍ حقيقيٍ مع عمل يوافق الشرع فطوبى له.
رابعاً: تريدُ آيةً أو نصّاً يُبطل إسلام الوراثة، وأعودُ وأقولُ لك أنّ صحّة الإسلام مقرونةٌ بالاعتقاد الجازم والإيمان الحقيقي مع العمل الصالح الموافق للشريعة.
فمهما يكُنِ المسمّى، سواء إسلام وراثةٍ أو إسلامٌ حداثيٌ أو غير ذلك، فإن كان هذا الإسلام نابعاً عن إيمانٍ صادقٍ واقترن مع ما يوافق الشرع فهو مقبولٌ بإذن الله -كما أخبرنا الله ولا نتألّى عليه-.
لا أدري لماذا أحسُّ أنك لن ترتاح حتى يكفرَ المسلم الذي وُلد مسلماً في عائلةٍ مسلمة، ثمّ يعود وينطق بالشهادتين حتى يصبح في نظركَ مسلماً بحق!
هل ينبغي على المرء إن وُلد مسلماً أن يفعل أيَّ شيءٍ حتى نثبتَ صحّة إسلامه؟
أمرُه إلى الله، إن رأى الله فيه إيماناً وعملاً فقد فعل ما أمره الله به، حتى وإن كان ورِثَ دينَه وراثة.
خامساً: لستُ أملك مفايتح الجنّة أو النّار حتى أُدخِلَ فيهما مَن أشاء وأمنع عنهما مَن أشاء.
أمر الجنّة والنّار بيدِ الله وحده، والله لم يقل لنا شيئاً عن المسلمين بالوراثة، فلا فائدة من تقرير مصائر الناس أو الخوض في ذلك.
ختاماً: دعْ أمر البقية من النّاس، وعليكَ بخاصّة نفسك، فأحسنِ الإيمان والعمل، وكن على يقينٍ أنّ الله لن يظلمك ولن يظلم غيرك. {{فاسْتقِم كما أُمرْت}}.
أسألُ الله الهداية لي ولك، وأن يجعلنا ممّن يؤمنون به حقاً وصدقاً.
(الفرد يحاسب على اعتقاده و اعماله )
و من يتحكم في تلك الاعتقادات يا شاطر ؟ وجود بلدان كاملة بديانة واحدة دليل على ان المعتقد الذي سيعتنقه الفرد يتحكم فيه الحظ العشوائي و الجغرافيا، (تولد في مجتمع مسلم فتصير مسلما او في مجتمع مسيحي فتصير مسيحيا) طبعا هناك حالات شاذة لكن القاعدة هي الاساس ، لا احتاج لأن تفتي علي من رأسك و تخبرني بحكم المسلم بالوراثة لا فرق بين مسلم بالوراثة او مسلم عن اقتناع الا في مسألة حد الردة. الاغلبية الساحقة مسلمون بالوراثة و انت شخصيا كذلك و حتى ان انكرت ، فهل تعتقد ان تسميتك لذلك التمحيص بالشبهات يمكن ان يعد بحثا عن الحقيقة؟ فأنت قد سبق ووضعت النتيجة في رأسك و هي صحة الاسلام و تحاول ان تثبت صحته و تتخلص من تلك ( الشبهات)، ليس هكذا يتم البحث عن الحقيقة, البحث العلمي يحلل المعطيات بحيادية ثم ينتهي بالاستنتاج .
التعليقات