لماذا النبي يطالبنا ان نحبه اكثر من اهلينا؟ كيف يتحكم الانسان في مشاعره و لو احببت ابي اكثر اكون عديم الايمان؟
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) رواه البخاري ( 15 ) ومسلم ( 44 ) .
ليس حب رسول الله فقط هو المطلوب لتمام الإيمان ولكن حب الله ودينه. فالعبادة هي الأفعال المبنية على حب المعبود والعلم به سعيا لرضاه.
وهو لا يطالبك بأن تحبه أكثر ولكن يخبرك أن إيمانك لن يكتمل إلا بثقتك فيه وفي أوامره حتى تكون طاعته ورضاه أحب إليك من طاعة أبيك، ورضاه ورضا الناس أجمعين وثقتك في أمره بالغيب أكثر من ثقتك بما تراه أمام عينيك، وذلك شأن المحبين. وهذا هو تعريف الإيمان بالغيب.
ولابد أن يكون ذلك الحب مبنيا على معرفة وعلم به، فإن عرفته حقا واقتنعت بأمره، وسعيت لإرضائه أحببته، وهذا هو ما تملك، السعي لمعرفته ورضاه وهو يقذف الحب في قلبك.
كما في الآية الكريمة:
(قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
[سورة التوبة 24]
في الآية السابقة إن اكتمل إيمانك فسيكون الجهاد في سبيل الله مع احتمال قتلك أحب إليك من الدنيا وما فيها، رغم أن كراهية الموت من طبيعة الإنسان بشهادة القرآن نفسه:
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
[سورة البقرة 216]
وليس معنى أنك لم تصل لهذه الدرجة من المحبة أنك لست مؤمنا، ولكن لم يكتمل إيمانك بعد، كحال معظمنا.
اللهم أرزقنا حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك.
التعليقات