[الدروز]

هم طائفة دينية من الفرق الباطنية، أصلهم ينتمون للشيعة الإسماعيلية، يتظاهرون بالإسلام والتصوف وحب آل البيت وهم ليسوا كذلك.

[نشأتهم]

نشأ دينهم في القرن الحادي عشر الميلادي، وتحديداً عام ٤١١هـ - ١٠١٧م، خلال الدولة الفاطمية في مصر ؛ يُنسب تأسيس الدعوة الدرزية إلى "الحاكم بأمر الله" الخليفة الفاطمي، وإلى الداعية "حمزة بن علي" الذي وضع أسس العقيدة.

 

[تواجدهم]

ينتشرون بشكل رئيسي في بلاد الشام، وتحديداً في لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة (خاصة في الجليل والكرمل وهضبة الجولان)، مع وجود مجتمعات صغيرة في الأردن وبعض دول المهجر مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ؛ ويُقدر عددهم عالمياً بحوالي مليون إلى مليون ونصف نسمة.

[تسميتهم]

كلمة "دروز" مشتقة من اسم "محمد بن إسماعيل الدرزي"، أحد الدعاة الأوائل، لكن الدروز أنفسهم يفضلون تسمية "الموحدون" زوراً، لأخفاء عقيدتهم حول الحلول الإلهي في البشر.

[عقيدتهم]

العقيدة الدرزية هي خليط من الإسماعيلية والصوفية الهندية والمسيحية واليهودية والفلسفة اليونانية والغنوصية والبوذية وديانات ٱخرى من هنا وهناك.

• يرون أن الله لا يعبد من خلال الحركات والشكليات وإنما بالقلب والعقل.

• لا يؤمنون بيوم القيامة والحياة الآخرة ولا بالجنة والنار.

• يؤمنون بحلول رب العالمين في بعض البشر، مثل: الحاكم بأمر الله.

• يؤمنون بتناسخ الأرواح، وهو إنتقال الروح بعد الموت لجسد إنسان آخر.

• يبغضون جميع أهل الديانات الأخرى والمسلمين منهم بخاصة ويستبيحون دماءهم وأموالهم وغشهم عند المقدرة ؛ ويعتقدون بأن ديانتهم نسخت كل الديانات قبلها، وينكرون جميع الأحكام وعبادات الإسلام وأصوله كلها.

• يؤمنون بسبعة أنبياء فقط، ويعتبرون الأنبياء أبالسة، ومع كل نبي وصي أساس له (آدم وأساسه شيث ، نوح وأساسه سام ، إبراهيم وأساسه إسماعيل ، موسى وأساسه هارون ثم يوشع ، عيسى وأساسه شمعون ، محمد وأساسه علي ، محمد بن إسماعيل وأساسه حمزة بن علي).

[مبادئهم]

أولاً: يؤمنون بالحلول، فهم يعتقدون أن الله حل في علي "رضي الله عنه" ثم حل في أولاده بعده واحداً بعد واحد حتى حل في الحاكم العبيدي أبي علي المنصور ابن العزيز ويؤمنون برجعة الحاكم وأنه يغيب ويظهر.

ثانياً: كما يؤمنون بالتقية (أي النفاق والتستر) فهم لا يبينون حقيقة مذهبهم إلا لمن كان منهم بل لا يفشون سرهم إلا أمنوه ووثقوا به من جماعتهم.

ثالثاً: يعتقدون ويؤمنون بعصمة أئمتهم، فهم يرون أن أئمتهم معصومون من الخطأ والذنوب بل ألهوهم وعبدوهم من دون الله كما فعلوا ذلك بالحاكم.

رابعاً: يدعون إلى الباطن، فهم يزعمون أن لنصوص الشريعة معاني باطنية هي المقصود منها دون ظواهرها وبنوا على هذا إلحادهم في نصوص الشريعة وتحريفهم لأخبارها وأوامرها ونواهيها.

[كتبهم]

الكتاب الأساسي للدروز هو "رسائل الحكمة" ، وهي مجموعة من (١١١) رسالة كتبها "حمزة بن علي" ودعاة آخرون ؛ ولا يعتمدون على القرآن أو الكتاب المقدس كمرجع أساسي لهم.

بالنسبة للقرآن فإنهم ينكرونه ويقولون: إنه من وضع "سلمان الفارسي" ، ولديهم مصحف بديل عنه وخاص بهم إسمه "المنفرد بذاته".

[مجتمعهم]

يتكون المجتمع الدرزي من طبقتين هما : (العقال) وهم المتدينون الملتزمين بالتعاليم الدينية ، و (الجهال) وهم عامة الناس غير المطلعين على الأسرار الدينية، وهم الأغلبية.

والمجتمع الدرزي مغلق على نفسه، لا يقبلون التحول من ديانة آخرى أو التحول لديانة آخرى ؛ ولا يتزارجون إلا فيما بينهم للحفاظ على أسرار هويتهم.

[عبادتهم]

ليس عندهم عبادة أو طقوس دينية ، فهم لا يصلون ولا يعترفون بالصلاة، لأن الصلاة عندهم هي مجرد "تأمل ودعاء"، أما الصيام عندهم فهو كتمان الأسرار، والحج هو زيارة مراقد الشيوخ المُقَدسين.

[دور العبادة]

ليس عندهم مساجد، وإنما أماكن تسمى "الخلوات" أو "المجالس" يجتمع فيها "العقال" لمناقشة التعاليم الدينية وقراءة رسائل الحكمة ؛ وهذه الاجتماعات تكون مغلقة ومقتصرة على المتدينين، ولا يسمحون لأحد بدخولها.

[أعيادهم]

ليس عندهم أعياد أو مناسبات خاصة، ويحتفلون في أي مناسبة مع أي دين أو طائفة، ولكنهم يهتمون بعيد الأضحى بشكل كبير، والبعض يعتبره عيدهم الوحيد.

[السرية]

تعتبر عقيدتهم سرية، ولا يكشفونها لأحد غير المتدينين العقال فيما بينهم ، وذلك خشية إفتضاح أمرهم.

[موقف الإسلام منهم]

يعتبرهم علماء المسلمين بأنهم مرتدين عن الإسلام ، وعندما سئل شيخ الإسلام (ابن تيمية) رحمه الله عما يُحكم به في الدروز والنصيرية فأجاب :

{هؤلاء "الدرزية" و "النصيرية" كفار باتفاق المسلمين لا يحل أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم؛ بل ولا يقرون بالجزية؛ فإنهم مرتدون عن دين الإسلام ليسوا مسلمين؛ ولا يهود ولا نصارى لا يقرون بوجوب الصلوات الخمس ولا وجوب صوم رمضان ولا وجوب الحج؛ ولا تحريم ما حرم الله ورسوله من الميتة والخمر وغيرهما. وإن أظهروا الشهادتين مع هذه العقائد فهم كفار باتفاق المسلمين}.