الرمزية في شعائر الإسلام

.

الكعبة ليست فقط مكانا للعبادة بل جعلها الله قياما للناس ونواة لتجمع الأمة ..

ولو كانت للعبادة فقط لجاز لنا أن نصلي في بيوتنا وتبقى خالية عارية ..

كذلك الحج والعمرة ليست مجرد شعائر تعبدية بل لها بعد رمزي أيضا يتمثل في وحدة الأمة ..

الأذان في المساجد ليس مجرد شعيرة تعبدية ولو كان كذلك لجاز إلغاؤه لأنه ليس فريضة من هذه الزاوية أقصد من زاوية العبادة .. لكنه من الناحية الرمزية أكثر وجوبا من الصلاة نفسها لأنه شعار الإسلام وإلغاؤه في قرية من القرى يجعلها دار حرب ويخرجها من ملة الإسلام وإن كان أهلها يصلون ..

الصوم أيضا ليس مجرد عبادة بل له بعد إنساني ورمزي للأمة المستقلة بشخصيتها ..

الله غني عن العبادة ..

إنما شرع لنا هذه الأمور لمصلحتنا ..

ولكن ..

الجماعات ذات الإسلام السياسي أفرغت العبادة من مضمونها تماما وجعلتها فقط رمزا وشعارا لخدمة أهدافها السياسية ..

وما بين الإفراط والتفريط تعيش هذه الأمة حالة خواء روحي وفراغ نفسي وضبابية رؤية ..

جماعة تهتم فقط بالجانب التعبدي وتهمل تماما البعد الرمزي ..

وجماعة أخرى تهتم بالبعد الرمزي وتفرغ العبادة من مضمونها الحقيقي ..

كلا الأمرين مهم .. والتفريط في أحدهما يجعلنا كالطائر ينوء على جناح واحد ..

إن إغلاق الحرم المكي وربما إلغاء الحج والعمرة تحت أي مبرر قد أصاب الأمة في مقتل لأنه استهدف نواتها ورمزيتها ووسطيتها ..

إنه المسمار الأخير في نعش الأمة ما لم تفق من سباتها وتعي (وتعِ) دورها الريادي للعالم برمته .