نص بعنوان: هلاك النفس.

خبر عاجل، لقد أتتنا الآن أنباء بانتحار شاب من أعلى برج القاهرة، وكانت رسالته الأخيرة لشقيقه وشخص آخر يخبره بخبر انتحاره من أعلى البرج، وبإجراء التحريات، تبين أن الشاب صعد للطابق الأخير ببرج القاهرة برفقة صديقه، ثم غافله وألقى بنفسه ليسقط على الأرض جثة هامدة، بعد إصابته بكسور في أماكن متفرقة ونزيف داخلي أدى إلى وفاته على الفور.

تتوالى الأخبار على التلفاز وفي مواقع التواصل الاجتماعي بانتحار مئات الشباب في سن المراهقة والشباب تحديدًا، وتعود الأسباب بشكل كبير إما بسبب ضغوطات الأهالي والمشاكل القائمة داخل المنزل، أو بسبب ضائقة مالية في العمل أو في الدراسة أو حتى أسباب شخصية خاصة، في النهاية تتعدد الأسباب والآراء والفعل واحد، هو الإقدام على الانتحار للبحث عن سبيل الراحة.

في البداية لست موجود هنا للحكم عن المنتحر، أو تكفيره ولعنه أو حتى تبرير عملته تلك، الانتحار قولًا واحدًا محرم وذنب كبير في حق النفس وبأدلة تم ذكرها في القرآن الكريم،

قال الله تعالى: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما﴾ وآية أخرى وقال تعالى: ﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين﴾. سورة البقرة 195.

فالانتحار هلاك للنفس وجُرْم كبير في حقها هي لا تستحقه، ما أنت أيها العبد هنا إلا للإيمان بالله تعالى وما أنت إلا ضيف، وما جسدك إلا أمانة لديك وسيسترد الله أمانته في وقت لا يعلمه إلا الله.

أما بالنسبة لضغوطات الحياة، والأهل والأصدقاء، تلك الظروف التي تؤدي إلى الإنسان لذلك العمل الشنيع، فهون على قلبك، واترك أمور الدنيا على الله عز وجل، لا تترك ضائقة تعكر صفو حياتك، واقبل الأمور بكل بساطة، وتذكر أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها وما الحياة إلا اختبارات، اختبارات لصبر الإنسان ومدى قوته وتحمله، لا تجزع ولا تكل ولا تمل من سؤال الله والتذلل له ليعطيك، إن مررت بضائقة اركض لله عز وجل، البشر لا يُطال منهم خيرًا أو شرًا، أيادي قصيرة لا تصلح للمساعدة، يد الله ممدودة لك بالعون واللجوء، الاكتئاب ليس سبب من أسباب ضعف الإيمان بالله، فالنوايا وما بداخل القلوب لا يعمله أحد، لا أحد يعرف صلة قربك من الله، ولكن الله إن رأى عبدًا بعيد كل البعد عنه يمنحه البلاء لكي يستيقظ من غفلته ويعلم أن الله مازال هنا، مازال هناك الفرص، إن كنت لا تجد الدعم من العائلة، أو الأقارب والأصدقاء وهذا شيء أكيد وحتمي لا جدال فيه، هناك مقولة تقول: نفسي نفسي وما بعدي الطوفان، لا أحد يبحث عن الآخر إلا قلة، أنت الداعم الأول والأخير لنفسك، توكل على الله هو حسبك، هو وكيلك ورفيق رحلتك، لا تنهي حياتك من أجل بعض اختبارات الدنيا فالأهم من لهو الحياة اختبار الآخرة، ليس هناك أحد يمكنه الحكم على المنتحر بأنه كافر أم لا، فالله غفور رحيم ورحمته وسعت كل شيء، أنت لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، ولكن هذا لا يبرر لهذا العمل الشنيع، أرجوك، نحن بحاجة إليك، سنجد جميع الحلول وسنتحدث في كل ما يضيق صدرك ولكن لا تنهي حياتك من فضلك!

_نصوص أمور تستحق التأمل.

بقلم: أروى نوار| شجن.