من الاية 22- 28 النساء

قاعدة التحريم القرآني قائمه على عملية حصر الأشياء المراد تحريمها لإطلاق الحلال على مصراعيه – فمن المحرمات التي حصرها القران هي حدود النكاح – النكاح تعبير ديني يطلق على من تدفعه الغريزة الجنسية للبحث عن أنثى – فالقران وضع حدود جديدة للنكاح عن طريق تحريم شريحة من الإناث – لإحلال اكبر نسبة منهن بعدما كان محرم عليهن النكاح في الجاهلية -- مع رفع العذر بالعفو والغفران عن الذين تجاوزوا تلك الحدود سالفا – يمكننا إدراج تلك الحدود على النحو التالي –

1- حرم الله نكاح نساء الآباء أي امراة الأب سواء ان كانت مطلقه أو أرملة -- وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً 2- حرم الله نكاح – إلام -- حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ 3- حرم الله نكاح -- البت -- وَبَنَاتُكُمْ 4- حرم الله نكاح – الأخت -- وَأَخَوَاتُكُمْ 5- حرم الله نكاح --العمة -- وَعَمَّاتُكُمْ 6- حرم الله نكاح – الخالة -- وَخَالاَتُكُمْ 7- حرم الله نكاح --بنت الاخ -- وَبَنَاتُ الأَخِ 8- حرم الله نكاح -- وبنت الأخت -- وَبَنَاتُ الأُخْتِ 9- حرم الله نكاح -- ألام من الرضاعة -- وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ 10 - حرم الله نكاح -- الأخت من الرضاعة -- وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ 11 - حرم الله نكاح --الجدة – وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ 12 -حرم الله نكاح --الربيبة -- وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم – 13 – احل الله لأبناء المربين نكاح الربيبة -- وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ 14 حرم الله الجمع بين الأختين -- وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ

وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً{22} حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً{23}

نجد من ضمن المحرمات أيضا – تحريم زواج المحصنات من النساء – المحصنة جاءت من الحصانة أي المرأة التي لديها حصانه مجتمعيه اكتسبتها أما من نسبها وأما من شرفها وأما من حريتها أو من مالها --فالمحصنة هي إحدى طبقات النساء في الجاهلية -- وهي أعلى من مرتبه الإماء والجواري والرقيق -- فتحريم زواج المحصنة يقصد به اللواتي يتخذن من الحصانة الزوجية ستار لممارسة الرذيلة والذي يسمى سفاحا -- كالرجل زوج محصنته لرجل أخر وفق مده زمنيه مقابل مبلغ من المال – أو ان تعرض المحصنة نفسها للنكاح وفق مدة زمنية محدده -- وهذا أشبه بنكاح المسيار والنكاح العرفي ونكاح المتعة – حرم الله هكذا نوع من النكاح لأن هدفه السفاح لا التحصن –لذا من أهم شروط النكاح في الإسلام هي (محصنات غير مسافحات ) ففي الجاهلية كانوا يستغلون اسم المحصنة لممارسة السفاح لذا حرم الله نكاح مثل هكذا محصنات -- وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء --حرم الله نكاح ما ذكرناه أعلاه من المحصنات من النساء – إلا ما ملكت إيمانكم -- أي إلا إذا كانت إمكانيتكم المادية ضعيفة فيحل لكم الزواج منهن ولكن بشروط ان تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين-- أي من أراد النكاح من تلك الشريحة فعليه إنهاء السفاح نهائيا – إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ -- فمن كان على عهدة محصنه مسافحة وأراد ان يبقي عليها وفق الشروط الجديدة للنكاح فليبقى ولكن بشرط فمن استمتع بإحداهن ووجد فيها المواصفات التي يرغبها في النكاح --فليبقي عليها واتوهن أجورهن كجزء من فريضة المهر ولا جناح عليكم ان تراضيتم ان أخرتم ما بقي من الفريضة ان الله كان عليما حكيما -– فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً --

فمن ليس لديه إمكانية مادية على نكاح المحصنات للواتي ذكرناهن أعلاه – فلينزل الى الشريحة الثانية الى المحصنات من المؤمنات -- وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ – فمن ليس لديه الإمكانية المادية على نكاح المحصنات المؤمنات فلينزل الى الشريحة الثالثة -- فتياتكم المؤمنات أي من الإماء أو الجواري المؤمنات بالله – والله اعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهليهن واتوهن أجورهن بالمعروف دون تلاعب أو مراوغه أو الاستخفاف بحقوقهن كونهن من طبقة مسحوقة - فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ – من شروط هذا النوع من النكاح التحصن والابتعاد عن السفاح – وعلى الناكح البحث عن المحصنات لا المسافحات ولا متخذات أخدان أي لهن أصحاب يواقعوهن سرا - – مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ - فان التزمن بشروط المحصنات فذلك بصالحهن -- وان أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب – فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ - ذلك لمن خشي العنت منكم أي الفضيحة المجتمعية من إسرارهن على الفاحشة - ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ - وان تصبروا على سلوكهن ألفاحشي خيرا لكم ان الله غفور رحيم- وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ - يريد الله من رسم حدود النكاح ليبين لكم التشريع الهادي الى الطريق المستقيم – لتهتدوا سنن الصالحين من قبلكم ويتوب عليكم ويخلصكم من كافة المخالفات الغير مقبولة -- ويهيئكم ليوم القيامة بزكاة كامله والله عليم حكيم -- يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ –والله يريد ان يتوب عليكم من خلال تحديد حدود النكاح أمام الذين يتبعون الشهوات كي يميلوا عنها ميلا عظيما --وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً – يريد الله ان يخفف عنكم قيود وشرائع الوثنية الباطلة التي أثقلت كاهلكم فأرغمتم على السير وراء المفاسد والمغريات الدنيوية وخلق الإنسان ضعيفا-- يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً

وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً{24} وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{25} يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{26} وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً{27} يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً{28}