ونفسي لنفسي خير مُعين وشر مآب

ما بين اشتعال الشغف وخموده لحظة فاغتنمها.

أحدهم قارعته الذنوب والمعاصي وشملته تأتيه لحظة بصيرة يميز فيها الصواب من الخطأ ويقرر حينها أن كفى، يبحث عمّا يوطد تلك الفكرة بداخله ليطرد بها معاصيه، تذكر مقطع الشيخ الذي أرسله له صديقه من قبل أملًا أن يدب في محياه شيئًا قد آيس من محاولة البحث عنه.

وها هو كلام الشيخ بكل معاني التوبة وعدم القنوط والمغفرة والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، إلخ…

هنا تتولد لديك شعلة شغف متقدة قد تذيب الثلج ويقين منك بأنك قادر على تغيير العالم أجمع، ثم ماذا بعد؟!… هل غيرت العالم؟ هل تغيرت أنت؟ لا، مهلًا.. أين أنت الآن؟!

اتقاد شعلة التغيير تلك هي لحظة حرفيًا -كما الدنيا- بمجرد رؤيتك لمنكر أو معصية بعدها يخمد ذلك اللهيب على الفور. هي لحظة فاغتنمها وانظر إلامَ تريد أن تكون وانت في حالتك تلك.

وكيف لي ذلك وأنا أتأرجح على أوتار المعاصي هكذا كالبندول تارةً عازفًا عن الدنيا، زاهدًا، وتارةً تُغلفه المعاصي مُحلقةً به لأقصى معاني الضِعة والانتكاس.

لا أُخفي عليك أمرًا فجميعنا كذلك، نحن بشر وآيلون للسقوط في أي لحظة طبيعةً منا.

الفائز حقًا من اكتنز لنفسه مخرجًا كلما ضعفت نفسه ووهنت.

هنا تأتيك قوة فوق قوتك وعزيمة فوق عزيمتك بها تثبت وتنجو.

مهما كنت فلست سوى غنم وتذكر قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية “

كل الأمر يكمن في بيئتك فلا تخبرني بأنك مُقيم في مدعاة كفر ليلَ نهار وتريد الاستقامة. يقول الحبيب المصطفى: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخَالِل”

هنا تبدأ تدرك أنك وحدك لستَ بكافِ..

الطريق صعب ومليء بالعقبات أنا لست لها!.. بالفعل أنت لست لها ولا أحد منا كذلك. مجرد لحظة شهوة أو نزوة تجعلك ترتكب كبائر ولا تقدر على كبج جماح نفسك

ما هذا؟!.. أنا أقــــع… اااااه…. أحدهم يمسك يدك… هذا رفيق الدرب الذي بيخوض الطريق معك..

كلاكما وقع؛ ثالثكم يُنقذكم وهكذا..

تلك طبيعة الدنيا تحتاج فيها صحبة تدعوهم حقًا صحبة الجنة

ما إن وقع أحد تهافتوا ليعيدوه ضمن المضمار حتى وإن كان ما زال سيبدأ المضمار.. “قد أتأخر فأسبق الجميع”

والله -عز وجل يقول-: “واصبر نفسك مع الذين يدعوة ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا”

الجهاد الأكبر يكون جهاد النفس فهي لك أكبر عدو، ثق في الله واسأله الهداية.. “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين”

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.