التعرف على موهبتي و العمل المناسب لي

هناك كلمة لـ جاك ما قالها في أحد المؤتمرات وهي كالتالي: عندما تكون في سن من الـ 20 للـ 30 يجب أنّ تتبع رئيسًا جيدًا، والانضمام لشركة جيدة لتعلم كيفية القيام بالأمور بشكلها الصحيح ... وعندما تكون بين 30 إلى 40 سنة، إذا اردت القيام بشيء لنفسك فافلعه ... لا يزال بإمكانك تحمل الخسارة والفشل ... ولكن عندما تكون بين الـ 40 إلى الـ 50 من العُمر فأقتراحي هو أنّ ينبغي عليك القيام بالأشياء التي تُجيدها، وألا تفعل أشياء مثيرة للاهتمام كأنّ تقول: أريد تجربة شيء جديد لأنّ الأمر سوف يكون شديد الخطورة

إذا طبقنا الأمر في مُجتماعتنا العربية، فنحن نملك مُهلة ما بين الـ 20 إلى 30 ... أي بما معناه يا كريم هذه السنوات حاول الدخول في كل المجالات التي تعرفها، إن فشلت أو نجحت بها الأمر لن يُشكل فارق في هذا العمر، وفي النهاية أنّت تكتسب شيء اسمه الخبرة، وتراكُمِها يؤدي إلى النُضج ...

كتوضيح أكثر، هذه الفترة استغلها طول الوقت في التوسّع الكمّي الأفقي في كل المهارات، والعادات الممكنة التي تستطيع ممارستها .. قُم بتجربة العمل بمجال التسويق، وأعطه وقته اللازم، إذا فشلت، انتقل للرياضة، إذا فشلت في الرياضة، انتقل للتصميم، وهكذا ... عندما تكتشف أنّ الطبيعة تميل لمهارة معيّنة من مهاراتك، وبتداعبك بفرص حقيقيـة وليست وهمية، ابدأ (بالتوسّع الرأسي) فيها بتكثيف خبراتك، وفهمك، ووعيـك بهذا المجال، هُناك مقولة مفادها (التعدد في المهارات هو المُنقذ الوحيد لتجاوز عقبة الاندثار في الحياة).

يعني واجِــه الحيـاة - في بدايتها على الأقل - بالتوسّع الكمي في العادات والمهارات والاهتمامات ، أكتر من اهتمامك بالتخصص الكيفي في مجال واحد فقط .. التنوّع سيضمن لك خيارات أوسع للنجاة ، بينما التخصص سوف يحصرك في زاوية ضيّقة قد تكون سبب في اندثارك..

عندما سوف تصل إلى الـ 30، سوف يتكون لديك الكثير من الخبرات، والمهارات، بسبب تجربتك للكثير من المجالات المُختلفة، لأنّك وقتها ، انت فتحت الكثير من ميادين القتال الجديدة لمواجهة الحياة ، بدلاً من ميدان واحد فقط ( الرياضة على سبيل المثال) .. الميدان الذي سوف تنتصر به، هو الميدان الذي انت أقوى به..

لو قُمت بإضاعة الوقت ما بين 20 إلى 30 سنة من حياتك ، وانت مُنحصـر في مجال واحد فقط ( مهما كنت قوي في المجال دا ) ، فأنت بهذا الشكل تلعب لعبة خطيـرة ضد الطبيعة ، غالباً ستخسرها في النهاية ، وسوف تتسبب في اندثارك وضياعك الكامل ..

والنصيحة الثانية وهو أنّه في النهاية القاعدة الأولى، والأساسية لتعلّم أي شيء ستنفق عليه وقت ومجهود: هل له سوق حالي او سوق ناشئ؟ .. فيما يخص الفرص... الأمر لا علاقة له لا بميولك ولا تفضيلاتك، وإنما بمستوى المردود المتوقّع حصولك عليه بعد إهدار وقتك وطاقتك في تعلّمه.