كل مقال صحفي يحوي العشرات من الروايات المختلفة ، كما تتوق إلى ذلك المجلات والكتب والصحف في مجملها، ويبتلع الإنترنت جميع هذه المنشورات المكتوبة بضغطه واحدة وبسيطة.فعندما يقع نظر القارئ على مقدمة شبيهة بالصفحة الأولى من رواية فإن ذلك يؤول به، إلى فقدان صبره واهتمامه بسرعة بالموضوع المنشور .
فالعمل الصحفي منذ بداياته يعد شبه اتفاق في الآراء بين الصحفيين أو الباحثين على وجود أداء صحفي تحريري تتوفر له عناصر التميز والتجديد والتفرد والإبداع، في مقابل أداء آخر يتسم بالنمطية والتقليدية، كما يعد مستوى الإبداع في الرسالة الاتصالية مهم للغاية، ويرتبط بمستوى نجاح وفاعلية الاتصال،فتحقيق قدر من التميز والإبداع في صياغة الرسالة الإعلامية يجذبان المزيد من المتلقين، ويتميزان بالقدرة على التأثير فيهم.
والجدير بالذكر أن قرّاء المنشورات المكتوبة في الماضي يصرون على أن تجتمع كل الوقائع المدرجة في القصة معا في الفقرة الاستهلالية،ولكن لم يسهّل ذلك عملية نقل الوقائع، ولكن على الأقل كنت تحصل على فكرة عامة عما يجري، حسب ما قاله ” روبرت بينت شلي” فيعام 1925، محذرا من خطر يحدق بالصحافة الأميركية “المعتقد الجميل” بأن كل صحفي
بارع في فن القصة القصيرة”.
وأعتقد أنه بالنسبة لواقع ومستقبل الصحافة النسائية، أتوقع أن يكون للمرأة مستقبل زاخر في الصحافة لأنها تتمتع بصفات تتناسب مع الصحافة، فهي قادرة على أن تستكشف تفاصيل الحياة بطبيعتها، ولديها الصبر الذي قد تتفوق فيه على الرجل، والصحافة الالكترونية أصبحت باباً واسعاً ولذلك كثرت الصحف التي يحررها النساء.
كما كثرت المحررات في الصحف المشتركة بين الرجال والنساء، وبدأت الصحف السيارة والمطبوعة تعتمد كثيراً على الأقلام النسائية في مجال الأخبار والتحقيقات الصحفية.
أما بالنسبة لمساحة الحرية المتاحة ستختلف في نظر الكتاب بناء على معرفتهم بالواقع من جانب، وعلى مساحة الجرأة التي يمتلكونها،كما أن الكاتبة المتميزة هي التي تستوعب كل المساحة المتاحة، بينما ستنزوي الكاتبة الحساسة جداً في زاوية من الزوايا، ولن يأبه بها أحد.
فالكاتب الصحفي يحقق وجوده من خلال كتاباته، ويقوم بأداء رسالة وهي مهمته التي تكلف بها دون أن يكلفه أحد، ليكون عين المجتمع البصيرة، دون أن ينتظر التقدير من الآخرين، بل قد يحدث العكس، كأن يتهجم عليه بعض الكتاب ويرد عليه بعض المسئولين، وربما يُكذّب، ولذلك لا بد من الصبر في الميدان الصحفي، مع الحكمة، والذي لديه رسالة البناء في مجتمعه لن يكون بيده الأخرى فأس ليهدمه.