في الأيام الأخيرة كانت قضية التزوير الخاصة بلاعب كرة القدم رمضان صبحي هي حديث الساعة في الشارع الرياضي المصري خاصة وأن اللاعب يواجه اتهامات تتعلق بالتزوير والسماح لشخص يحمل إسمه وهويته أن يقوم بأداء الإمتحانات ومواصلة مشواره الدراسي بدلًا منه ليتسنى له مواصلة مساره الإحترافي بكرة القدم دون مشاكل مقابل مبالغ مالية.
لذا حين كنت أشاهد فيلم كوتش كاتر إنتاج عام 2006 وهو مقتبس عن قصة حقيقية للمدرب كين كارتر وفريق مدرسة ريتشموند الثانوية شعرت أن ذلك ربما أقرب مثال على أن الرياضي يجب أن يكون ناجحًا على المستويين الرياضي والأكاديمي ليكون بإمكاننا أن نحصل على المزيد والمزيد من بطل الخماسي الحديث المهندس أحمد الجندي والقليل من أمثال رمضان صبحي.
ملخص الأحداث :
. يحكي الفيلم قصة مدرب كرة السلة كين كارتر الذي قرر تحدي الواقع السائد وإعادة التعريف بأهمية التعليم، حيث أوقف فريق مدرسة ريتشموند الثانوية رغم التألق على المستوى الرياضي وعدم التعرض لأي خسارة، وذلك بسبب الإخفاق الأكاديمي للاعبين وتأخر بعضهم في التخرج في سابقة جعلته يحتل العناوين ويلقى هجومًا لاذعًا من الصحافة وعائلات اللاعبين، لكنه في الأخير ينجح في تحقيق رسالته حين ينصاع اللاعبين لقراره وينعكس ذلك إيجابيًا على مردودهم الأكاديمي والرياضي وينجح لاعبو الفريق بالتخرج والانضمام للجامعة .
الأفكار الرئيسية :
. الفيلم ناقش عدة قضايا على رأسها قضية تراجع المستوى التعليمي للرياضيين في مقابل تألقهم الرياضي وهذا الأمر في الواقع يشمل جميع الألعاب والرياضيين حول العالم رغم تركيز العمل على كرة السلة، لأنه مثلًا في وطننا العربي بالوقت الحالي الجميع يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم ليصل للمجد والشهرة ويصبح غنيًا وبالتالي يتم اهمال التعليم ويصبح التركيز كاملًا منصبًا على ممارسة الرياضة، لذلك نجد في الوقت الحالي أن حاملي الشهادات العليا في كرة القدم عدد ضئيل جدًا مقارنة بالألعاب الأخرى وخاصة الفردية منها.
.كذلك الفيلم تعرض لنقطة سلبية بالعائلة وكيف يدفعون أطفالهم نحو إهمال التعليم ومعاداتهم الشخصية الرئيسية (صامويل جاكسون) بضراوة عندما حاول أن يساعد اللاعبين على التفوق على الجانبين الأكاديمي والرياضي ودخول الجامعة، من ناحية أخرى كذلك أوضح لنا الفيلم سوء المنظومة التعليمية بداية من مديرة المدرسة التي كانت ترى أن التفوق الرياضي هو أقصى ما قد يصل إليه هؤلاء الطلاب وأن فكرة تطويرهم أكاديميًا ليصبحوا مؤهلين لدخول الجامعة ونيل الشهادات العليا ليس شيئًا يستحق بذل الجهد من أجله، وبعض المعلمين الذين رأوا أن سعي كارتر لتحسين أداء لاعبيه الأكاديمي ما هو إلا تشكيك في قدراتهم كمعلمين واتهامهم بالإهمال ليتحول الأمر إلى صراع يسعى خلاله كل طرف لإثبات أنه ليس طرفًا في المشكلة بدلًا من التعاون لدعمهم ومساعدتهم على النجاح والحصول على حياة أفضل.
. الجانب الإنساني بدوره كان حاضرًا وتم إستعراضه بطريقة رائعة دراميًا من خلال علاقة كارتر بلاعبيه وعلاقة اللاعبين ببعضهم البعض، ويمكن إختصار هذه الجانب بجملة تشانينج تاتوم الرائعة بمشهد فشل تيمو كروز (تيمو جونزالز) في تنفيذ المطلوب من أجل العودة للفريق (لقد أخبرتنا أننا فريق، معاناة أحدنا تعني معاناتنا جميعًا وانتصار أحدنا تعني انتصارنا جميعًا).
لذا فالسؤال الذي يطرح نفسه .. هل آن الأوان لعودة أهمية التعليم بالنسبة للرياضيين العرب أم ليس لنا إلا أن نحصل على المزيد من رمضان صبحي ؟
التعليقات