دائماً ما نفضل الانعزال في قوقعتنا المحببة لنا لشعورنا بالحرية أكثر، لكن هل تكون العزلة قصيرة المدى أم طويلة؟ وما المخاطر التي من الممكن أن نقع فيها بسببها؟
شاهدتُ في وقت سابق الفيلم الفرنسي Amelie ، إيميلي هي امرأة شابة قضت معظم حياتها وراء ستار الحياة، تعمل نادلة في مقهى وتقضي لياليها بمفردها في شقتها الصغيرة، ليس لديها أصدقاء مقربون، منعزلة في قوقعتها المحببة لها لكن لديها عادة غريبة وهي مراقبة الناس من بعد ومحاولة تغيير مسار حياتهم من وراء الستار كي لا تتواصل مع أحد، ولكن حدث صغير واحد جعلها تنخرط في العالم أكثر وتقع في حب أحد الاشخاص لكن لا تجد الشجاعة للتحدث معه وجهاً لوجه والاعتراف بمشاعرها تجاهه نتيجة لعزلتها منذ الطفولة.
أصبحنا نفضل العزلة لأنها تتميز بالخصوصية في عالم أصبحت فيه الخصوصية نادرة بعد الشيء، ناهيك بأننا كلما تمتعنا بحرية أكثر كلما تحررنا من قيود تأثيرات الآخرين، لكن عندما تزداد عزلتنا وتصبح طويلة المدى تقوم بتدميرنا ذاتيا ونفسيا حيث إن في علم النفس تعتبر العزلة حالة من حب التفرد والبعد عن الآخرين، وقد تؤدي إلى الإصابة باضطرابات نفسية
الذي لفت نظري أنّ الفيلم ناقش العزلة الطويلة المدى التي تعيش فيها إيميلي منذ طفولتها، فعندما كانت طفلة تم حرمانها من أن يكون لها أصدقاء من قبل والدتها العصابية ووالدها البعيد عاطفياً، لذلك لم تكتسب القدرة على التواصل مع الآخرين منذ طفولتها بل كانت وحيدة منذ البداية، ومما ترتب عليه عزلتها طويلة المدى، وأثارها النفسي الذي يجعلنا دائما في حالة حرمان اجتماعي لا إرادي مما يجعلنا نصاب بالاكتئاب وربما الاكتئاب المزمن وخصوصا في مراحل الطفولة، فحينها يشعر الإنسان بخلل ما مع تفاعله مع الآخرين، مما يجعله يفضل الانعزال منذ طفولته مثل إيميلي.
عموما دعونا نتعرّف على تجاربكم مع العزلة؟ هل ترون بأنها تؤثر علينا نفسياً بالفعل سواء إيجابياً أو سلبياً؟
التعليقات