في فيلم فضل ونعمة قال ماجد الكدواني وهند صبري أن أبنائهم يستحقون أب وأم أفضل منهم، وكملوا المشهد بجملة: أصعب احساس في الدنيا لما الأب والأم يشوفوا في عيون ولادهم أنهم بيتمنوا أب وأم غيرهم يكونوا فخورين بهم.

فكرت للحظات وقلت كيف يجرؤ الأبناء على الحكم على آبائهم وأمهاتهم وكيف يتمنى طفل أن يكون ابن لأم وأب غير والده ووالدته، ولكن هنا لن أناقش الأمر من وجهة نظر الأبناء وسأناقشه من وجهة نظر الآباء والأمهات.

دعوني أوضح الأمر بمثل بسيط جدًا، وهو رد فعل أبي حينما قررت استخدم لقب عائلتي (جد جدي) بعد اسمي بدلًا من اسمه، وقتها شعرت كما لو أنه استاء، وشعر كما لو أني تبرأت من علاقتي به كوالدي، ولكني أخبرته أن عنوان بريدي الإلكتروني الأساس في كل موقع يحمل اسم هبه مرجان هو هبه شعبان.

السؤال المهم الآن هو: هل هناك معايير للحكم على الآباء والأمهات؟ 

من وجهة نظري أرى أن كل أب وأم لا يحتاجون لأيّ معايير نصنفهم من خلالها ونقول هذا أب بدرجة امتياز، وهذه أم بدرجة جيد جدًا؛ فحتى لو ظلم الآباء والأمهات أبنائهم عن طريق التفرقة في المعاملة أو منعهم من تحقيق أحلامهم أو إجبارهم على سلك طرق لا يحبونها إلا أنهم أب وأم في النهاية لا يريدون أيّ شيء في الحياة سوى رؤية طفلهم/ طفلتهم بخير.

أعلم أنكم ستقولون هبه تقف في صف الآباء والأمهات، وتدافع عنهم حتى ولو كانوا السبب في شقاء وتعاسة أبنائهم، وهنا سأخبركم أني نشأت في أسرة طبيعية تعاقب وتضرب أبنائها حين يخطئون، وكنت أنا أكثر من يتلقى الضرب بسبب أخوتي الذين يفعلون الكوارث ويلقون التهمة عليّ، ولكن حتى الآن أنا أدافع عن أبي وأمي باستماتة؛ لأنهم -من وجهة نظري- أفضل أب وأم في العالم ولا ولن أقارن بينهم وبين الآباء والأمهات الآخرين؛ لأن لا يوجد وجه مقارنة بينهم من الأساس.

ما رأيكم أنتم هل هناك معايير للحكم على الآباء والأمهات؟ وهل يصح مقارنتهم بغيرهم؟