«ليت الشباب يعود يومًا» عبارة نرددها كثيرًا ونضحك لمجرد التفكير فيها ونشعر بالحنين الممزوج بالحسرة على أنه كان بالإمكان أكثر ما كان؛ فليس جميعنا راضيًا عن نفسه وما وصل إليه وعن القرارات التي اتخذها وغيرت مجرى حياته.

ولكن تخيلي معي، ماذا لو عاد الشباب حقًا؟ تحديدًا لعامك السابع عشر...

فيلم «17 Again» صدر عام 2009 وهو من بطولة «زاك إيفرون» الذي يقوم بدور «مايك» النجم الرياضي الصاعد والذي تضطره الظروف للتخلي عن كل أحلامه، وبعد مرور عشرين سنة نجد أن «مايك» أصبح تعيسًا ويعيش حياة مليئة بالمشاكل، ولكن الزمن يعطيه فرصة أخرى لتغيير مجرى حياته واللحاق بركب أحلامه حين يعود «مايك» لعامه السابع عشر.

فماذا لو كنت مكان بطل الفيلم وعاد بك الزمن للوراء وقُدر لك أن تُعيد رسم حياتك من جديد؟ فهل ستعيش نفس الحياة بكل عيوبها، ومشاكلها، وحظوظها السيئة، والحسنة؟ هل ستختار نفس الأشخاص والظروف والآلام، وحتى نفس الخيارات والقرارات الحياتية؟

هل كنت ستختار دراسة نفس المجال ودخول نفس الكلية أم كنت ستفضل التخصص ودراسة شيئًا أخر؟

وهل كنت ستخشى المغامرة وخوض غمار أشياء جديدة كل يوم؟ وهل كنت ستعبر عن مشاعرك بصدق لمن تحب دون خوف حتى لا تفوتك نفس الفرص معهم مرة أخرى؟

وهل كنت ستصرف الأموال لشراء الأشياء ذاتها؟ وهل كنت ستحب أن تكون نفسك كما هي الأن؟

أسئلة لا حصر لها؛ فالأكيد أن كلنا سنغير ولو شيء واحد فقط في حياتنا لو اتيحت لنا الفرصة، وربما سنحب أن نكون أكثر وعيًا للأوليات وأن نستطيع التفريق بين المهم والعاجل، وأن تكون عقولنا وقلوبنا حاضرة لاقتناص الفرص وكل اللحظات التي تمنحنا إياها الحياة.

فلو عاد بك الزمن مرة أخرى لسنين الشباب، ماذا كنت ستفعل وماذا كنت ستغيّر؟