درست عبر تخصصي في مجال العمل الإعلامي أن هناك عدة معايير من شأنها دعم قيمة الخبر، ويأتي معيار الغرابة من ضمنهم حيث يُشير لفكرة أن يكون الخبر غريبًا كي يلفت اهتمام أفراد الجمهور. 

يتضح إذا عَضَّ كلب رجلًا فهذا لا يُعتبر كخبر جذاب، ولكن إذا نُشر أن عَضَّ رجل كلبً فهذا يُمكن النظر إليه كخبر يجذب الأذهان ويدعم عملية قراءة الجمهور، وبالتالي قد يكون من الطبيعي مقاطعة بعض العملاء لمنتجات شركة ما، ولكن ماذا حول مقاطعة الشركة ذاتها للعملاء؟

أتسوق بمتجر بالمملكة المُتحدة ثم أتذكر الشوكولاتة المُفضلة لطفلي وأقرر الذهاب للجانب المُخصص لهذه المنتجات الغذائية ولكن أبحث ولا أجدها، انزعجت في حقيقة الأمر مع كثرة البحث ثم عثرت على غلاف يُشابه المنتج بسبب شُهرة تصميم الغلاف لهذه العلامة التجارية، ولكن لا أرى المعلومات التي يعتاد وجودها على الأغلفة أو أي سمة أخرى تؤكد لي بكونها الشوكولاتة التي أقصدها، ثم سألت أحد البائعين هل هذه شوكولاتة " كادبوري " الأصلية أم أنها شركة أخرى تقوم بتقليدها؟ جاوبني بنعم، هي كادبوري ثم أشار لمكان مُعين على الغلاف يحمل عبارة : " Age UK  ".

تفهمت الوضع الآن وأصبحت أكثر فهمًا لما يحدث، هذه حملة مُخططة مِن جانب شركة كادبوري لكي تمارس دورها فيما يتعلق بالمسؤلية الاجتماعية للشركات على أكمل وجه، فالحملة تستهدف كبار السن "المُسنين" كدعوة للناس بمعرفة مدى قسوة شعور تركهم وإهمالهم بدون الحديث معهم والسماع لهم.

تبادر إلى ذهني عدة أسئلة ما بين ما الذي خطر ببال مَن فكر بهذه الحملة من جانب، وكبار السن في حياتي وإعادة التفكير بتصرفاتي نحوهم من جانب آخر، وأخذت وقتًا إلى استيعاب فكرة مقاطعة شركة لأفراد جمهورها، حيث قامت "كادبوري" بتوفير ثمن طباعة الحبر على أغلفة المنتج والتبرع به لصالح كبار السن مع تجربة الأفراد لدرجة من الشعور الذي يُراود فئة المُسنين.

تغفل العديد من الشركات عن المسؤلية الاجتماعية لها ظنًا منهم بعدم أهميتها و رُبما تعارضها مع تحقيق النجاح والأرباح، ولكن تؤكد شركة كادبوري على عدم صحة ذلك حيث قامت بتوظيف المنتج الخاص بها مع دورها الاجتماعي، بالطريقة التي تجعلنا نتسائل أين نحن من كل هذا؟ 

هل من منظوركم تحرص كل الشركات على تطبيبق مفهوم المسؤلية الاجتماعية؟ وما رأيكم حول فكرة دمج الأهداف التسويقية بالأهداف المُجتمعية؟