أتذكر تلك الليلة جيدًا. كنت جالسًا في غرفتي، أشعر بثقل اليوم، وتسللت يدي نحو علبة السجائر رغم أنني وعدت نفسي أنني سأقلع عن التدخين. كنت أدرك تمامًا أضرار التدخين على صحتي، ولكنني شعرت بضغط شديد، وكان التدخين هو الهروب السريع الذي أعرفه. لم تكن تلك المرة الأولى التي أعيش فيها هذا الصراع الداخلي. كل مرة كنت أكرر نفس السيناريو، أعد نفسي بالتوقف، وأجد نفسي أعود مجددًا. شعور الإحباط والعجز كانا يلازماني كلما استسلمت لهذه العادة. أغلب الوقت وحيدًا في غرفتي بسبب طبيعة عملي، لا أحد يراني، أنا ونفسي فقط، وما أدراك ما النفس.

لنكن واقعيين، التخلص من العادات السلبية ليس بالأمر السهل كما نتصوره. في الحقيقة، هناك تفسير علمي وراء ذلك. دماغنا يحب الراحة والاستقرار. العادات، سواء كانت جيدة أو سيئة، تتكون نتيجة تكرار نفس السلوك بشكل مستمر حتى تصبح جزءًا من حياتنا اليومية. هذه العادات تتجذر في شبكاتنا العصبية، وهذا يجعل تغييرها أمرًا شاقًا. كلما استمررنا في ممارسة عادة معينة، زاد تعمقها في دماغنا، مما يجعلنا نشعر وكأننا مربوطون بها ولا نستطيع التحرر بسهولة.

بألإضافة إلى ذلك، فالعادات السلبية غالبًا ما تكون مرتبطة بمكافآت فورية. سواء كان التدخين، تناول الأطعمة غير الصحية، أو التسويف، جميعها توفر راحة مؤقتة وتساعدنا على تجنب التوتر أو المشاعر السلبية للحظات قليلة. هنا تكمن المشكلة. الدماغ يحب هذه المكافآت اللحظية ويفضلها على النتائج السلبية طويلة المدى. هذا ما يجعل التخلص من العادة أكثر صعوبة، حتى عندما نكون على دراية بأضرارها.

الجميع يمر بتجارب مماثلة، ولا أحد يتوقع مننا أن نكون مثاليين. إذا كنا تشعر بالعجز أو الإحباط، لا بأس في طلب المساعدة. سواء كان ذلك من صديق مقرب، أو من مختص نفسي. الدعم الخارجي يلعب دورًا كبيرًا في مساعدتك على تخطي هذه المرحلة، والتغيير، رغم صعوبته، يمكن أن يكون أسهل حين لا نكون وحدنا.

هل سبق ومررت بصراع مشابه مع عادة سلبية؟ وكيف تمكنت من التعامل معها؟