تابعت الكثير من الحوادث، وأنا لا أكتفي بقراءة العناوين، فسأذهب لتقصى تفاصيل الحادثة بالكامل، وفي كل مرة أرى مجرمًا يقف أمام المحكمة نادمًا محاولًا تبرئة نفسه من الذنب ومبررًا ما فعل بأنه لم يكن قاصدًا، وأنه من المستحيل أن يؤذي عزيزًا عليه، أجدني أسأل مستنكرة: "أين ذهب عقل هذا المجرم لحظة ارتكابه جريمته؟، هل ذهب في رحلة ثم عاد الآن؟"
أعلم أن هناك نبرة سخرية في سؤالي السابق، ولكن بعض الجرائم تقع بالفعل تحت تأثير تغيب العقل سواء بالمخدرات أو ببعض الأمراض النفسية. ولكني لا أتحدث عن مثل تلك الحالات، وإنما أتحدث عن الوضع الطبيعي.
لذلك الحقيقة لا أجد سوى تفسير واحد وهو أنه لم يضع حينها أبعادًا لما يرتكبه. لم يفكر بالمستقبل، وكل ما ركّز عليه هو اللحظة الحالية مما يجعله منشغلاً بالهدف المباشر للجريمة (على سبيل المثال، السرقة أو القتل) مع استبعاد جميع الأفكار والاعتبارات الأخرى؛ مما يؤدي إلى شرود ذهني فيما يتعلق بالعواقب أو الآثار الأخلاقية لفعلته.
على سبيل المثال: فتى وفتاة قتلا أفراد عائلتهما لأنهم يرفضون تزويجهما، معتقدين أنهما سينجوا بفعلتهما وسيعيشان حياة سعيدة بعد ذلك! ولكن أنّى لهما! إن لم يتم إلقاء القبض عليهما، فلسوف يعيشان العمر كله يتذكران ما فعلا وستكون حياتهما حجيمًا.
فأحب سماع تحليلكم أنتم أيضًا، من أين يأتي المجرم بشجاعته لارتكاب الجريمة؟ وهل تعتقدون أنه يكون مغيبًا عن الوعي طوال فترة تخطيطه لها؟
التعليقات