وقت انتشار وباء كورونا، ومع الانعزال الذي فرضه على العالم كله، اختلفت ردات الفعل والطرق التي أبداها الأشخاص تجاه فكرة البقاء في المنزل. البعض رآها فرصة لتطوير نفسه، والبعض الآخر رآها دافعًا للسخرية وصنع مواد مضحكة. لنقف عند هذه النقطة قليلًا.

كيف يمكن لوباء عالمي يهدد البشرية أن يكون مادة للسخرية؟ ألا يبدو الأمر متناقضًا بعض الشيء؟

حتى أنّ كورونا لم يكن هو الحادث الوحيد الذي تناوله الكثيرون بهذا الشكل؛ فهناك الهجوم الإرهابي الذي وقع في نيس بفرنسا عام 2016، وتداول الناس حينها الميمز والنكات حول سائق الشاحنة الذي نفذ الهجوم.

وبعد زالزال أفغانستان 2022 أيضًا، حدث الشيء نفسه تجاه استجابة الحكومة للكارثة.

لماذا إذًا؟

السخرية والفكاهة في مثل هذه المواقف يمكن اعتبارها أداة للتكيف مع الوضع بطريقة بعيدة عن الاستياء والحزن وأي مشاعر سلبية أخرى يمكن أن تظهر كهنا.

قد نصنفها أيضًا على أنها وسيلة للهرب من مرارة الواقع والبعد عنه.

على الجانب الآخر أيضًا، قد يدخل هذا تحت إطار الفن في بعض الأحيان فنجد نوعًا من الكتابة يُعرف بالكتابة الساخرة، وكذلك الكاريكتير، وفيه يقوم الفنان بتقديم محتوى ساخر تجاه أحداث سوداوية وأليمة في بعض الأحيان. بالطبع هم لا يتطرقون للسخرية من أشخاص تعرضوا لأذى حقيقي ولكنهم يسخرون من أحداث جانبية تمت للحادث الأليم بصلة.

فكيف ترون السخرية عند الحوادث والجرائم؟ هل تعتقدون أنها مبررة أم يجب على المجتمع أن يعدها تصرفًا غير لائق ولا يتصالح معها؟