ما لا يدركه الكثير من الأشخاص أن تعاطفهم الدائم مع الآخرين قد يؤثر عليهم بالسلب، فقدرتنا على الارتباط بالآخرين والعناية بهم والتعاطف معهم هو مورد من الموارد التي يمتلكها الإنسان، وإذا استنزفنا هذا المورد فيمكن أن ينتهي بنا الأمر إلى الشعور ببعض المشاعر السلبية، والتي يسميها الخبراء "إجهاد التعاطف".
ويعد إجهاد التعاطف نوع من الإرهاق الجسدي والعاطفي والعقلي الذي يمكن أن ينتج عن تقديم الدعم العاطفي للآخرين. ينتشر بصورة خاصة في الأشخاص المعرضين للاحتياجات العاطفية للآخرين في دور الداعم مثل:
عمال الرعاية الصحية وبالأخص الأطباء النفسيين والمعلمون والممرضات.
وبطبيعة عملي كصيدلانية يمر علي يوميًا الكثير من المرضى، ومنهم من يجد علاجه في مجرد الحديث عما يدور بداخله، وأرى أن تعاطفي معهم يؤدي لنتائج إيجابية خاصة وإن اقترن بالنصح والإرشاد في حدود المتاح لي. ولذا فوجهة نظري الخاصة أن تعاطفي مع غيري يساعدني على التعاطف مع نفسي، وأن الإجهاد العاطفي لا يحدث إلزامًا لكل الأشخاص المعرضين له.
فالضغط الناتج عن التعرض المفرط للاحتياجات العاطفية للآخرين يعد عامل يساهم في إجهاد التعاطف، ولكن حدوثه مقصور على من يفتقر إلى الحدود ويتعامل مع ألم أو عاطفة شخص آخر على أنها مشاعره الخاصة.
ويمكننا معرفة إجهاد التعاطف بواسطة بعض الأعراض مثل:
- تبدل المزاج ونقص الطاقة اللازمة للاهتمام بالأشياء الشخصية.
- الشعور بالحزن وتلقي أفكار مهووسة حول معاناة الآخرين.
- الشعور بالتوتر أو الانفعال، والإرهاق.
- الشعور بالاستنزاف العاطفي بحيث تختفي القدرة العاطفية لتقديم المزيد من الرعاية.
- صعوبة النوم والتركيز.
- اللامبالاة
هل مررتم بموقف شعرتم بعده بأن لديكم إجهاد تعاطف، وما هي نصائحكم للتغلب عليه أو حماية أنفسنا منه؟
التعليقات