شاهدت بالأمس مقطع فيديو عن شاب أردني، عانى من ضعف عضلة القلب منذ سنوات وأخبره الأطباء أنه لن يعيش كثيرًا، وأنه في أشد الحاجة إلى زراعة قلب إلى أن رزقه الله بقلب معلمة لغة إنجليزية توفيت عن عمر ال 38 سنة، وقد تم التبرع بقلبها فورًا ليصل بأقصى سرعة إلى محمد وتتم العملية بنجاح. ُوضع محمد تحت المراقبة المشددة عدة أشهر دون أن يلمسه أحد، حيث إن مناعته كانت ضعيفة للغاية وبذلك كان من السهل عليه التقاط أي عدوى ولو بسيطة.

خلال المتابعة المستمرة لحالة محمد، لاحظ أنه أصبح يحب أشياءً لم يكن يحبها من قبل، لم يكن من هواة القهوة ولكنه صار من محبيها، وكذلك الحال مع الكشري الذي كانت تحبه المتبرعة.

بل ويقص محمد شعوره اتجاه أم المتبرعة وأختها التوأم، حيث شعر بلهفة الأم حينما زار عائلة المتبرعة، بل وأن أختها التوأم شعرت ذات مرة بأن محمد يعاني من الضيق النفسي وقد كان كذلك.

على الرغم من غرابة الأمر نوعًا ما وكذلك قلة الدراسات المقدمة حتى اليوم التي تفيد بأن عملية زراعة القلب تحدث تلك التغيرات المفاجأة على عواطفنا، إلا أن بعض العلماء توصلوا إلى بعض أسباب حدوث ذلك وهو افتراض أن التغير في مشاعر المستقبل ناتج عن نقل الذاكرة الخلوية للمتبرع سواء كانت ذاكرة الحمض النووي والبروتين وكذلك الذاكرة الخلوية والذاكرة اللاجينية.

وافترضت الدراسة أن تلك التغيرات تكون إما تغير في المشاعر أو في الأمور المفضلة، أو قد تصل إلى وجود ذكريات من حياة المتبرع.

فهل برأيكم يمكن لعمليات زراعة القلب تغيير شخصية الإنسان أو مشاعره، أم أن الأمر راجع إلى الشعور بالامتنان للمتبرع وإيهام النفس بالتشبه به؟