لقد اُنتقد مؤشر كتلة الجسم (BMI) كونه أداة تقييم صحية تُستخدم بمعظم المستشفيات خاصةً في عيادات ومراكز إنقاص الوزن بناءً على حجم الجسم. وسبب انتقاده تبسيطه المفرط لما تعنيه الصحة في الواقع، وأنه غير دقيق ولا ينبغي استخدامه في الإعدادات الطبية واللياقة البدنية.
ببساطة مؤشر كتلة الجسم (BMI) هو عملية حسابية تقدر دهون الجسم باستخدام الطول والوزن (ناتج قسمة الوزن على مربع الطول بالمتر (كجم/ متر 2)) . ويعد مؤشر كتلة الجسم الذي يتراوح من 18.5 إلى 24.9 وزنًا طبيعيًا مع وجود مخاطر صحية منخفضة، في حين إن كانت النتيجة أعلى أو أقل من هذا المعدل، فهذا يشير إلى زيادة خطر الإصابة بسوء الصحة.
إذن ما هي سلبيات مؤشر كتلة الجسم في هذه الحالة؟
دعوني أخبركم، فبالرغم من الأبحاث التي تربط بين انخفاض مؤشر كتلة الجسم وارتفاعه مع زيادة المخاطر الصحية، إلا أن هناك العديد من العيوب في استخدامه حيث:
- لا يأخذ في الاعتبار العوامل الصحية الأخرى، فهو يجيب فقط بـ 'نعم' أو 'لا' فيما يتعلق بما إذا كان الشخص ذا وزن طبيعي، دون أي سياق يتعلق بالسن أو الجنس أو الوراثة أو نمط الحياة أو التاريخ الطبي أو عوامل أخرى.
- الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم فقط قد يغيب عنا قياسات مهمة أخرى للصحة، مثل الكوليسترول، وسكر الدم، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستويات الالتهاب، والإفراط في تقدير صحة الشخص الحقيقية أو التقليل من شأنها. علاوة على ذلك، على الرغم من تباين تكوينات الجسم للرجال والنساء -حيث يمتلك الرجال كتلة عضلية أكبر وكتلة دهون أقل من النساء- يستخدم مؤشر كتلة الجسم نفس الحساب لكلا الجنسين.
- بالإضافة إلى ذلك، ومع تقدم الشخص في العمر، تزداد كتلة الدهون في الجسم وتنخفض كتلة العضلات بشكل طبيعي حيث أظهرت العديد من الدراسات أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم من 23.0 إلى 29.9 لدى كبار السن يمكن أن يكون وقائيًا من الموت المبكر والأمراض.
- أخيرًا، فإن مجرد استخدام مؤشر كتلة الجسم لتحديد صحة الشخص يتجاهل الجوانب الأخرى للصحة، بما في ذلك الصحة العقلية والعوامل الاجتماعية المعقدة.
- أيضا على الرغم من أن مؤشر كتلة الجسم الأكبر يرتبط بنتائج صحية سيئة، إلا أن موقع الدهون في الجسم قد يحدث فرقًا أكبر، فالذين لديهم دهون مخزنة حول منطقة المعدة (أجسام على شكل تفاحة)، يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة من أولئك الذين لديهم دهون مخزنة في الوركين والأرداف والفخذين (الجسم على شكل كمثرى).
وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه كوسيلة لتقييم الوضع الصحي للمريض.
والآن أخبروني هل تجرون تقييم صحي شامل بصفة دورية، وما هي المعايير التي تعتمدون عليها في تقييم لياقتكم البدنية أو وضعكم الصحي؟
التعليقات