بفضل تقدّم التكنولوجيا الطبية لم تعُد افتِراضات العُلماء السابقة بوجود علاقة ما بين سلوكاتنا وحمضنا النووي، بل تعدّاه لأكثر من ذلك، فظهرت دراسات كثيرة مؤخرا تؤكّد أن هناك علاقة بين حمضنا النووي وذكاءنا ومصيرنا كإكتسابنا الثروة من عدمه..

لكن مع إطّلاعي على هذه الدراسات صرتُ مُتيقنا بصحتها أو على الأقل تقديمها لإضافة ما في توضيح طبيعة هذه العلاقة، رغم أني لست متخصصا في المجال لكن ما لمسته من كلام الباحثة الهولندية دانيلا بوستهوما أو البروفيسور الألماني ريمان راينر وغيرهم أنّهم جادّون في طرحهم حتى ولو لم يؤكدوا وجود تلك العلاقة بشكل جازم..

وقد قال الباحث ديشانت..

من مركز علم الأعصاب والدماغ بجامعة (إنسبروك) النمساوية أن هناك مجموعة من الجينات تنظم القدرات الإدراكية والعقلية للبشر وأنّ كل نوع من هذه الجينات مسؤول عن نوع معين من الذكاء مثل "الذكاء العاطفي، المنطقي، اللغوي، البصري.."

حسب ما فهمت لاحقا..

من دراسة أمريكية في ولاية نورث كارولاينا تم إجراءها على أكثر من 20 ألف شخص دامت لعقود طويلة، أنّ الفئات التي اكتسبت ثروة بعد كِبرها تشترك في جينات محددة وأن من أصبحوا أكاديميين بارعين لديهم أيضا نفس الجين تقريبا وكذا..

ولكن!

بعد أن بحثت أكثر عن الموضوع أن هناك مختبرات كثيرة أصبحت تمتهن "تحليل الـDNA" للناس ليُحدّدوا ميولاتهم ويعرفوا مواهبهم ويهتمّوا بتطويرها أو يتعرفوا على الأطعمة التي عليهم تفاديها حتى لا يُصابوا بالسمنة وهكذا..

وقد وجدتُ أن هذه المختبرات تقوم بهذه التحاليل حتى "عن بعد" فما عليك سوى إرسال عينة من دمك أو جلدك.. لهم والدفع إلكترونيا وهم يقومون بالباقي..

هنا تبادر إلى ذهني السؤال الأهم!

هل الأمر لا يعدوا كونه تجاريا بحتا؟ وربما قد لا يكون صحيحا علميا وكم من عالم سمعنا عنه باع ذمته مقابل المال لشركات معينة مثل شركات التبغ التي كانت تدفع للعلماء في الستينيات حتى لا يخبروا الناس أن التدخين قاتل ومسرطن..!!

نشرت هذه الدراسات في مجلة Nature Genetics والموقع النمساوي Vorarlbergberg Nachrichten وجريدة الديلي ميل البريطانية.. ويمكن قراءة ملخص عنها باللغة العربية في موقع روسيا اليوم وDW بالألمانية وموقع الجزيرة الإخباري..

ما رأيك هل ترى هذه الدراسات كافية لتحديد العلاقة بين حمضنا النووي وسلوكنا ومصيرنا؟