الله يحيي أمواتك!
قصة واقعية حدثت في دمشق عن الشيخ أحمد الرفاعي الشهير بالحبال رحمه الله..
وقد اكتسب شهرته من مهنته بيع الحبال في منطقة الشاغور زقاق البرغل.
رواها خادمه المقرب محمد العقاد :
زاره ثلاثة من التجار ممن اعتادوا أن يصرفوا زكاة أموالهم
وصدقاتهم عن طريق مولانا الشيخ أحمد ثقتهم به وبنزاهته
ولعلمهم كيف توزع الأموال على الفقراء والأرامل والمرضى وأهل الحاجات .
وكان اليوم خميس وعرف بين التجار أن يوم الخميس هو يوم ثقيل على أصحاب الأموال فهم يدفعون فيه الجمعيات ثمنا لبضائعهم ولايقبضون المال.
اثنان منهم من أحباب شيخنا والثالث رافقهم كصحبة طريق
وهو يسمع بالشيخ أحمد الحبال ولايعرفه شخصياً
وبعد أن سلموا على الشيخ صباحاً واحتسوا قهوتهم في محله المبارك الصغير (متر بمتر) الذي اتسع على صغره لآلاف العائلات فقضيت حوائجهم فيه كيف لا والصالحون في بلاد الشام كانوا يطلقون على الشيخ أحمد لقبا جميلا محببا وهو (وزير مالية أهل الدائرة المحمدية)
فهو كان يجتمع عنده يوميا في محله ملايين الليرات معبأة بأكياس خيش (قلم أحمر) صباحا فتوزع في مصارفها وفي المساء لربما لايجد الشيخ ثمن احتياجات بيته.
شرب التجار قهوتهم وهموا بالإنصراف وكما هي عادة الشيخ مع أحبابه
بالملاطفة والمحبة والموانة وخصوصا إن كان هناك مصلحة لفقير
فهو لايألوا جهدا في تحصيلها.
سلموا على الشيخ تباعا وطلبوا منه الدعاء
ادعيلنا شيخي ..مابدعي ببلاش !!!
هات كلشي بجيبك ؟؟؟ فأخرج الأول خمسة عشر ألف ليرة سورية
فدعى له الشيخ بصوت غير مسموع ممازحا
فضحك الرجل ووقف جانبا بعدما قبل يد الشيخ ورأسه...
وأتى الآخر مادا يده قائلا للشيخ ياالله مولانا بإذنك ادعيلنا
هات كلشي بجيبتك لأدعيلك؟؟؟ وفعلا أخرج الرجل كل مافي جيبه..
خمس وعشرون ألف ليرة!!!
فدعا له الشيخ كصاحبه وضحك وقبل يد الشيخ ورأسه..
وبما أنهما من احباب الشيخ فهما يعرفان طبيعة الزيارة وأجزم انهما يتعمدان ذلك من أجل خير يرجوان ثوابه من الله ..
وانتظرا ماسيحصل لذاك المسكين الذي لم يجتمع بالشيخ قط (مابيعرف العادة)اقترب الرجل ومد يده فسلم عليه الشيخ وسكت
فقال الرجل شيخي مادعيتلي !!
هات شو معك وهنا بيت القصيد الرجل معه سبعون ألفا هم
(الجمعية التي سيسددها لتجار الخيط )
ماذا يفعل وقد أخذت هيبة الشيخ بمجامع قلبه مد يده إلى جيبه ونسل ثلاثة آلاف ليرة أعطاها للشيخ وقال له ادعو لي ياشيخي
فغضب الشيخ وأجابه مكاشفا كيف بدي ادعيلك ؟؟؟!!!!
وفي بجيبتك سبع وستين ألف ليرة هات لشوف طالع فأسقط في يد التاجر فأخرج كامل المبلغ وهو بذهول تام ووضعه أمام الشيخ
خود هالدعوة بابا روح ((الله يحيي أمواتك))
انصرفوا واثنان يضحكان من الموقف والثالث يكاد يبكي
كيف سيدفع الجمعية لتجار الجملة؟؟؟وكيف جرى معه ذلك ومن الشيخ هذا الذي صار بين يديه خادما مطيعا
ثم ماهذه الدعوة طبعا لم تعجبه
فهو ظن ان الشيخ يستهزئ به
وصل الرجل لدكانه
وقد بدا عليه الإنزعاج والغضب
والتفت للموظف عنده
شوف ...
اليوم مابدي شوف حدا....
أي حدا بدو جمعية
قله معلمي مريض ما أجى.!!
حاضر معلمي!!!
ودخل الجواني (مكان للراحة )
واستلقى على الكنبة متفكرا بماحدث
يضرب أخماس بأسداس
تارة يندم على زيارة الشيخ
وطورا يفكر بتلك الدعوة التي دعى له بها
دخل الموظف وقطع أفكار المعلم قائلا
معلمي ...
تاجر من حلب أصر يشوفك!!
لك يابني آدم ماقلتلك لا تستقبل لي حدا..
معلمي هاد التاجر مو من يلي بدن جمعية
بدو يشوفك معه أمانة الك...
طيب قلو تفضل!!
وفعلا دخل الرجل...
السلام عليكم خيو
انا محاسب بشركة الحاج فلان
أهلا وسهلا خير ؟؟؟
خيو من قرابة العشرة أعوام
كان بينك وبين الحاج فلان تجارة ومصلحة
وانتهت صح ؟؟؟!!
نعم صح شو المطلوب ؟؟؟!
خيو راجعنا الحسابات
بعد ماغيرنا طقم المحاسبين في الشركة
طلع لك بذمة الحاج فلان
ثلائمائة ألف ليرة سورية
حسبة ميتة(مصطلح يعرفه التجار)
وهي مائتا ألف
والجمعة الجاي بجبلك المائة الثالثة
وبقلك الحاج سامحنا على الخطأ
وهنا ذهل الرجل
بعدما استعادت ذاكرته الأحداث
واتجه بفكره لما حصل له مع الشيخ
فاختلطت مشاعره بين فرح وتعظيم
وخشوع وإنابة وندم ومحبة وتقدير
للشيخ الذي ماعرف قدره ابتداء
وعلم ماكان يقصده الشيخ من دعوته له
فعاد للشيخ معتذرا مجلا
وأخبره بما جرى له مع التاجر الحلبي
فتبسم الشيخ
ونظر للتاجر ومازاد عن قوله له:
{{بابا يلي بيتاجر مع الله بيربح مابيخسر}}
ورحمهم الله جميعا.
اقتباس