مرت العديد من الايام ولا زال تعطش البشر لما يؤلم القلب ويزيد من جرحه في تزايد ،لا تنتهي البغضاء لدي البعض حتي حينما ينتهي الأمر لايزال الكره شيء متخذ مركزه ومتمسك به بإتقان، الامر لا يستحق ولكن ليست كل القلوب صادقة ونقية ،تتعد الصفات ويبقي الطفل ذو السنتين هو الاكثر براءة بين الجميع ،من يدري لربما انا انظر للاخرين نظرة ملهمة اكثر واعتقد انهم افضل ولكن سرعان ما انتهي بقصة حزينة او واقع مؤلم ،ليست نظرتنا للحياة دائما علي صواب ،فالحياة تختلف كثيرا ولا تتشابه النظرات مهما حاولنا ،مازلت لم اقص حكايتي بعد ....
استيقظت صباحا بعد نوم عميق ،وخرجت للهواء الطلق ونظرت للطرقات من حولي لاجدها تعم بالفوضي والازدحام المروري الذي لا ينتهي ، تنشقت رائحة القهوة اللذيذة واعددت نفسي جيدا لعمل يوم شاق كالعادة ولكني لم اكن اعرف ان هذا اليوم سوف يمتليء هكذا بالكثير من القصص التي لا تصدق اطلاقا ،لم انتظر تاكسي او باص ليأخذني الي مقر عملي ولكن فضلت الذهاب سيرا للاستمتاع ببعض الموسيقي الهادئة بعيدا عن هذا الزحام ،لاجد في طريقي ما سأحكيه الان ،هو امر سيء ولكن علينا الحذر منه جميعا وتنبيه اطفالناجيدا لسلامتهم ، وجدت ان طريق العمل الرئيسي قد اغلق لمشاكل مرورية فذهبت من طريق اخر لم امر به من قبل ولكن هو الافضل الان من بين جميع الطرقات ،وحينما كنت اسير توقفت برهة لمكالمة جائت في وقتها ولكن سرعان ما انتهت تلك المكالمة وكدت ان اكمل السير ولكن شاهدت شيء غير مألوف رجلان وامرأه يثيروا الشبهات بحوزتهم طفل صغير في العاشره من عمره وقد فقد وعيه مره واحده بعد صراخ شديد ومعاناة للهرب منهم ،ظل الشك بداخلي حتي ذهبت ورائهم لاكتشف ما الامر وحين اقتربت وجدت انهم يمتلكون اسلحة مختلفة وسكين كبيرة ،صدمت حينها وتظاهرت بعدم رؤية ما حدث ووقفت بالطريق المجاور واتصلت بزملائي في العمل ليساعدوني في اخذ اجازة اليوم ،وانهيت المكالمه وفورا اتصلت بالشرطة ليأتوا الي هنا لم يصلوا في الوقت بسبب الازدحام ،ولكني انتظرت طويلا بقرب تلك العصابه القاتلة للبشر ،وبينما انا واقفة سمعت محادثة احدهم يقول ان الرئيس اتفق علي خمسمائة الف للعضو الواحد وان كان صغير الحجم فالمبلغ سيكون مائتين وخمسون الفا ،قررت تسجيل تلك المحادثة بهاتفي ليكون دليلا بالمحكمة حين يقبض عليهم ولكن فجأة رن هاتفي ،فأمر احدهم رجلا ليري من هناك ،اختبئت بداخل احدي المنازل وجعلت هاتفي في وضع الصامت واتصلت بالشرطة من جديد وقمت بإخبارهم عن مكان اسرع للوصول باقصي سرعة ممكنة ،عاد الرجل خائب الامل لانه لم يجد احدا ،فصاح فيه احدهم قائلا ان حدث اي خطيء في الخطة سوف تدفع الثمن ولن يكون الثمن سوي حياتك ،وحينها سوف نستفيد من اعضائك الفاشلة هذه ،وبينما كان يهدده وردتهم مكالمه من الرئيس للتحرك لموقع تسليم البضائع وهو بالقرب من ميناء بحري في المنطقة بعيدا عن باقي البشر ،ذهبت خلفهم دون ان يراني احد وارسلت الموقع للشرطة ليتبعوا اثري في حال حدث شيء سيء وعندما وصل رئيسهم اخرج الجميع اسلحته قائلين بان السعر قليل وانهم يريدون اكثر من ذلك والمفاجأة ان الرئيس احضر معه رجال اكثر و احاطوا بالجميع واخذ كل البضائع من السيارات من ضمنها الطفل الصغير ،ابلغت الشرطة مجددا بان عددهم اكثر من السابق وانهم عصابة خطيرة ،فزاد الشرطيون من اعدادهم وجاؤوا للميناء واحاطوا بالمكان ،فاصاب الفزع كل من في الميناء حيث ان الطفل ابن كبير الشرطيين في المنطقة والعصابة هم اشخاص مطلوبين للعدالة ويوجد مكافأة كبيرة لمن يبلغ عنهم ،ولكن تفكيري لم يكن في هذا ،فأنا لا ادري ان كان الموت يحلق حولي ام التقدير والاحترام، كان القلق شديد ولكن احد الشرطيين اخبرني بان جميع افراد العصابه قبض عليهم لا تقلقي ولكن للامان سنرسل اثنين من العساكر للبقاء معكي حتي تنتهي القضية بالحكم عليهم ،ارتاح قلبي حينها ولكني مازلت افكر كثيرا وافزع من اقل الاشياء وحين ذهبت للمحكمة لادلي بشهادتي وجدتهم جميعا ينظرون الي وكأن مقلة اعينهم تكاد تنفصل وتقتلني ،ولكني اعطيت دليل الصوت وقلت كل ما رأيته حينها ،وحكم عليهم اخيرا بالسجن مدي الحياة مع الاعمال الشاقة ،حينها فرحت كثيرا وشعرت في نفسي بفرح مبالغ لان العدالة تحققت وعاد الطفل الصغير لحضن امه سالما ،وحينها ادركت ان الزحام المروري كان خطة ممهدة لكي يقوموا بأعمالهم الخبيثة براحة بال واطمئنان ولكن شاء القدر وارادته فوق الجميع ،لهذا ارجوا من الجميع ان يحذر من الوقوف والتحدث مع غريبي الأطوار، او السير في طرق غير امنة ،لان ليس هناك دائما وسيلة للامان ولكن الحظ يأتي مره واحده علي الاقل .