عندما بدأت العمل الحر، كنت أظن أن علي أن أعمل أربعين ساعة أسبوعيًّا مثل الموظفين، لكنني اكتشفت سريعًا أن الأمر مختلف تمامًا. فالمستقل لا يعمل فقط في مشروعه، بل يقضي وقتًا طويلًا في البحث عن عمل، والتسويق لنفسه، وكل هذا لا يُحسب ضمن ساعات العمل المدفوعة. أضف إلى ذلك أن العمل الحر أحيانًا مرهق أكثر، فنحتاج ساعات راحة إضافية كي نستعيد طاقتنا.

ومع وجود أسرة وعمل ثابت والتزامات يومية، يصبح من غير الواقعي أن نضغط أنفسنا كأننا في وظيفة ثابتة لها جدول واضح ونهاية دوام محددة. العمل الحر يشبه مزيجًا من سباق طويل وعناية منزلية خفيفة تحتاج أن توازن، وتوزع جهدك، وتحافظ على طاقتك. لذلك فالرقم ليس مهمًا بقدر ما هو مهم أن تجد الإيقاع الذي يسمح لك أن تعمل، وتعيش، وتستمتع بأسرتك دون أن تتحول إلى آلة مشغولة طول الوقت!