مرة أخرى، يأتي النقد بأن العيب فيك، العيب فينا لسبب واحد فقط أتفق فيه، أنه لن يساعدك إلا نفسك، وعلى قولة أبي رحمة الله عليه، دمعتك لن تمسحها إلا يدك. لما تقوم منصة ما بلعب دور الوسيط فقط لتأمين أرباحها هي، يصبح الأمر مفسدة للسوق، أتفق أن المستقل أو الموظف يقع عليه عبء إثبات جدارته بنفسه، لكن مرة أخرى أؤكد أن لو ذلك حادث في منصات أخرى بشكل أسهل وأيسر، فالعيب أيضا واقع على منصة بذاتها (مثل حسوب)، وليس على المستقل فحسب.

وعلى حال كل الأنظمة معيوبة بشكل أو بآخر، مثلا أنا أكثر عملين حققت خبرة بهما، والأكثر شغفا بهما في نفس الوقت؛ هما الكتابة الحرّة، الإبداعية والنقدية، والعمل الثاني هو إدارة وتنظيم والتسويق للكتب والمكتبات. كان هذا هو النيتش الخاص بي.

طيب، لقد جرّبت مع كل دور النشر والصحف والمدونات ، وكذلك فعلت مع كل المكتبات ودور النشر المعروفة في العالم العربي، حرصا على عدم المبالغة، تقدمت إلى نصفهم تقريبا، المنصات والمكتبات المهمة بينهم، وبعض غير المهم، وكان لي تعاونات مثمرة لهم بالفعل، ولكنها تجربة بائسة ككل، اضطررت للانشغال عن الكتابة من أجل إدارة مكتبتي الخاصة (كان هذا شغفا حقيقيا حققته)، ولكن حتى هذا تم سلبه مني.