منذ شهر تقريبا، استيقظت على صوت إشعار الهاتف في الثالثة صباحًا، عميل مهم لدي، يطلب تعديلاً بسيطًا فوريًا على منشور كتبته، لأنه يريد أن يبدأ حملته الإعلانية الآن.
استيقظت وأنجزت المطلوب خلال نصف ساعة، تلقّيت الثناء طبعا وشعرت بالرضا اللحظي عن نفسي وسرعة استجابتي.
وخلال شهر واحد تكرر الأمر أكثر من مرة في أوقات مختلفة من اليوم، حتى أصبح هاتفي مصدر توتر، وصرت أتفقده كل دقيقتين خوفًا من تفويت رسالة، تحول نومي إلى فترات متقطعة بين الإشعارات.
حينها أدركت أن الاستجابة الفورية ليست مهنية تمامًا بل انتحار بطيء.
وبدأت بعمل ساعات عمل واضحة يمكن للعميل التواصل معي خلالها، وصرت أغلف هاتفي تماما أثناء النوم.
والنتيجة كانت مفاجئة صراحة، عميل واحد تقبّل الأمر وزاد احترامه لوقتي وعملي، وعميلين آخرين اعتقدا أنني بذلك أضع حدودًا كبيرة تمنع سرعة العمل ورفضوا الأمر.
فما هي تجاربكم مع الاستجابة الفورية على العملاء؟ وكيف تضعون حدودًا تحمون بها وقتكم وحياتكم الشخصية؟
التعليقات