الجميع يخبرك بما ينبغي عليك فعله، لكن القليل من ينبهك إلى ما يجب عليك تجنبه، شخصيًا لو كنت في بداية طريقي الآن لما عملت في عز الإرهاق أو قبلت بتعديلات لا تنتهي فقط لإرضاء العميل، وكنت سأمنح نفسي وقتًا للراحة، وأتعلم أن قول (لا) لا يعني أنني أخسر الفرصة، بل أحيانًا أكسب راحتي واحترامي لنفسي، ونصيحتي لكل مبتدئ: احمي طاقتك، فهي رأس مالك الحقيقي. وأنت بصفتك مستقل خبير ما الذي لو عاد بك الزمن ستبتعد عنه وتتجنبه تمامًا في عملك الحر؟ وجه نصيحة للمبتدئين
كل من سبقك يخبرك ماذا تفعل، لكن لا أحد يخبرك ماذا تتجنب.
القبول بتعديلات لا تنتهي لإرضاء العملاء، ظنًّا أن هذا "احترافية"، بينما هو استنزاف خفيّ.
المشكلة أن معظم المبتدئين يواجهون صعوبة كبيرة في إيجاد العملاء وسط زحمة المنافسة، فيكون أول عميل بالنسبة لهم كأنه كنز لا يقدر بثمن، فيوافقون على كل طلباته، وينفذون تعديلاته بلا حدود، وأحيانًا يعيدون تقديم الخدمة مجانًا مرة واثنتين على أمل كسبه كعميل دائم، لكن المشكلة الكبرى أن بعض العملاء للأسف يستغلون هذا الحماس والخوف من الخسارة، فيتحول المشروع من شراكة إلى حالة استنزاف تحت شعار الاحترافية.
ما كتبته دقيق جدًا ويعبّر عن واقع يمرّ به كثير من المستقلين في بداياتهم وللأسف أغلب المستقلين مرّو من هذا ، غالبًا ما يُنظر إلى العميل الأول كفرصة لا تعوّض، فيُغضّ الطرف عن الحدود المهنية، بدافع الأمل أو الخوف من الفشل، وهنا تبدأ المشكلة الحقيقية: حين يغيب التوازن بين المرونة والاحترافية، يتحول الجهد إلى استنزاف.
الاحتراف لا يعني تقديم التنازلات بلا نهاية، بل يعني وضوح الحدود، وصدق الالتزام، واحترام القيمة المتبادلة ، والمؤلم فعلاً أن بعض العملاء يستغلون هذا الشغف النقي فيُفرغون التجربة من معناها، ويحوّلون الشراكة إلى عبء .
التعليقات