الجميع يخبرك بما ينبغي عليك فعله، لكن القليل من ينبهك إلى ما يجب عليك تجنبه، شخصيًا لو كنت في بداية طريقي الآن لما عملت في عز الإرهاق أو قبلت بتعديلات لا تنتهي فقط لإرضاء العميل، وكنت سأمنح نفسي وقتًا للراحة، وأتعلم أن قول (لا) لا يعني أنني أخسر الفرصة، بل أحيانًا أكسب راحتي واحترامي لنفسي، ونصيحتي لكل مبتدئ: احمي طاقتك، فهي رأس مالك الحقيقي. وأنت بصفتك مستقل خبير ما الذي لو عاد بك الزمن ستبتعد عنه وتتجنبه تمامًا في عملك الحر؟ وجه نصيحة للمبتدئين
كل من سبقك يخبرك ماذا تفعل، لكن لا أحد يخبرك ماذا تتجنب.
ما طرحته يُعبّر بدقة عن فجوة حقيقية في أغلب النصائح الموجهة للمستقلين والمبتدئين في العمل الحر.
الجميع يخبرك بما يجب أن تفعله، لكن القليل فقط من يهمس لك بما ينبغي أن تتجنبه قبل أن يستهلكك الطريق.
• كرائدة أعمال، أؤمن أن نقل التجربة بصدق أهم من سرد قصص النجاح فقط.
ولو عدت لبداية مشواري، لتجنّبت الآتي:
العمل تحت ضغط دائم دون فترات استراحة، ظنًّا أن الاجتهاد المستمر هو طريق النجاح، بينما هو أقصر طريق للاحتراق.
القبول بتعديلات لا تنتهي لإرضاء العملاء، ظنًّا أن هذا "احترافية"، بينما هو استنزاف خفيّ.
الخوف من قول "لا"، رغم أن كلمة بسيطة في وقتها كانت كفيلة بحماية طاقتي وحدودي.
الطاقة ليست مجرد حالة ذهنية، بل هي رأس المال الحقيقي للمستقل. حين تُستنزف، يتوقف الإبداع، وتبدأ المتاهة.
• نصيحتي لكل مبتدئ:
لا تقدّس كل فرصة، ولا تشتغل ضد نفسك لتثبت شيئًا لأحد.
حدد معاييرك منذ البداية، فالمشكلة ليست في أول عميل، بل في أول تنازل.
وسؤالي لكم جميعًا:
ما هو القرار الوحيد الذي لو عاد بك الزمن، كنت ستتجنبه تمامًا في مسيرتك المستقلة؟
وكيف يمكننا بناء ثقافة مهنية لا تُكافئ التنازلات بل تحترم الحدود؟
القبول بتعديلات لا تنتهي لإرضاء العملاء، ظنًّا أن هذا "احترافية"، بينما هو استنزاف خفيّ.
المشكلة أن معظم المبتدئين يواجهون صعوبة كبيرة في إيجاد العملاء وسط زحمة المنافسة، فيكون أول عميل بالنسبة لهم كأنه كنز لا يقدر بثمن، فيوافقون على كل طلباته، وينفذون تعديلاته بلا حدود، وأحيانًا يعيدون تقديم الخدمة مجانًا مرة واثنتين على أمل كسبه كعميل دائم، لكن المشكلة الكبرى أن بعض العملاء للأسف يستغلون هذا الحماس والخوف من الخسارة، فيتحول المشروع من شراكة إلى حالة استنزاف تحت شعار الاحترافية.
ما كتبته دقيق جدًا ويعبّر عن واقع يمرّ به كثير من المستقلين في بداياتهم وللأسف أغلب المستقلين مرّو من هذا ، غالبًا ما يُنظر إلى العميل الأول كفرصة لا تعوّض، فيُغضّ الطرف عن الحدود المهنية، بدافع الأمل أو الخوف من الفشل، وهنا تبدأ المشكلة الحقيقية: حين يغيب التوازن بين المرونة والاحترافية، يتحول الجهد إلى استنزاف.
الاحتراف لا يعني تقديم التنازلات بلا نهاية، بل يعني وضوح الحدود، وصدق الالتزام، واحترام القيمة المتبادلة ، والمؤلم فعلاً أن بعض العملاء يستغلون هذا الشغف النقي فيُفرغون التجربة من معناها، ويحوّلون الشراكة إلى عبء .
التعليقات