أعمل حالياً على مشروع مع عميل شاركني تجربته السيئة مع مستقل سابق، وكان حديثه مليئاً بالإحباط، يقول إنه كان ينتظر يومين أو أكثر للحصول على رد على كل رسالة، حتى أصبحت فترات الصمت الطويلة هي النمط المعتاد في التواصل، دون أي مبررات واضحة أو التزامات بالمواعيد، والأسوأ من ذلك أن المشروع لم يشهد أي تقدم حقيقي، والعميل كان في حالة انتظار دائم، لا يعرف إن كان المستقل لا يزال يعمل أو أنه توقف تماماً، وهذا النوع من التعامل لا يضر فقط بثقة العميل بل يشوه صورة العمل الحر ككل. كيف تعتقدون أن المستقل يمكن أن يوازن بين الانشغال وسرعة التواصل دون أن يفقد احترافيته؟
الصمت لا يبني الثقة، كيف يؤثر التواصل الضعيف على سمعة المستقلين؟
بصراحة من واقع تجربتي أعتقد أن المحادثة ليست الحل الأمثل للتواصل بين المستقل وصاحب المشروع. فمن الطبيعي أنني لن أكون متاح 24 ساعة امام المحادثة لأجيب على صاحب المشروع فورا في اي وقت. الأفضل أن يكون هناك اجتماع دوري مثلا تناقش فيه آخر التطورات في المشروع، بحيث يكون المعاد محدد ومريح لصاحب المشروع كي يبقى على اطلاع دائم ومريح أيضا للمستقل لكي لا يجبره على تفقد المحادثة بشكل دائم
ليس بشكل دائم طبعًا، لكن على الأقل لا يجب أن نجعل العميل ينتظر لفترة تزيد عن يومين دون أي رد، حتى لو كان مجرد رد بسيط بعبارة مثل "تم الاطلاع وسأعود لك قريبًا بالتفاصيل".
تجاهل الرسائل أو التأخر المبالغ فيه يعطي انطباعًا بعدم الاهتمام أو قلة الاحترافية، حتى لو لم يكن القصد كذلك، فالتواصل لا يعني التفرغ الكامل، لكنه يعني الاحترام والحرص على إبقاء المشروع حيًا ومفتوحًا بين الطرفين.
التعليقات