من أكثر ما أضر بالمستقلين الجدد هو الترويج المبالغ فيه لفكرة "اكسب آلاف الدولارات من غرفتك"، وكأن العمل الحر كنز يُكتشف بلا جهد، أو طريق مفروش بالذهب لا يحتاج إلى تعب أو مثابرة، ودخل الآلاف هذا المجال بتوقعات حالمة، فاصطدموا بالواقع، وتراجعوا قبل أن يمنحوا أنفسهم فرصة حقيقية للنجاح. برأيكم ما الذي يجب أن يُقال بصدق لكل من يفكر في دخول هذا المجال؟
الترويج لفكرة "اكسب آلاف الدولارات من غرفتك" هو سبب فشل آلاف المستقلين
أرى أن أول ما يجب أن يُقال لأي شخص يفكر في دخول مجال العمل الحر هو: أنت لا تدخل إلى منجم ذهب، بل إلى مضمار سباق طويل النفس ، العمل الحر ليس وعداً بالثراء السريع، بل التزام مستمر بالتعلم والتطوير، وفي كثير من الأحيان، تبدأ كعامل واحد يدير كل شيء: التسويق، التواصل، الإدارة، وحتى التحصيل المالي.كثير من المستقلين الجدد يقارنون أنفسهم بمستقلين ناجحين منذ زمن، ولا يعلمون أن من تراهم اليوم في صدارة النتائج قضوا سنوات يبنون تقييماتهم، ويخسرون عملاء أحياناً، ويعيدون المحاولة مرات. فالمشكلة ليست فقط في "المقارنة"، بل في مقارنة نقطة بداية بنقطة وصول.المجال يستحق، نعم، لكنه لا يُكافئ من يدخل بعقلية الربح السريع، بل من يدخل بعقلية البناء التدريجي. لذلك، ربما الأصدق أن يُقال: "ستعمل في البداية أكثر مما تكسب، لكن إن صبرت، سيأتي يوم تكسب فيه أكثر مما تعمل
أرى أن أول ما يجب أن يُقال لأي شخص يفكر في دخول مجال العمل الحر هو: أنت لا تدخل إلى منجم ذهب، بل إلى مضمار سباق طويل النفس ، العمل الحر ليس وعداً بالثراء السريع، بل التزام مستمر بالتعلم والتطوير
ولهذا السبب تحديدًا، أرى أن العمل الحر ليس للجميع، فليس كل من يدخل هذا المجال يمتلك النفس الطويل أو القدرة على الاستمرارية والتعلم الذاتي، وهو ما لمسته بنفسي حين حاولت أن أضع اثنين من أقاربي على طريق العمل الحر، وواحدة فقط منهما استطاعت الاستمرار، بينما الأخرى انسحبت سريعًا عندما واجهت أولى الصعوبات، وهذا يوضح أن النجاح في هذا المجال لا يعتمد فقط على المهارة، بل على الصبر، الانضباط، والتقبل لفترات قد تكون بلا مردود مادي واضح.
التعليقات