طالما كانت لحظة الإفطار في صباح العيد برفقة أصدقائي من أبهى اللحظات وأقربها إلى القلب تلك اللحظة تحديدا، المغمورة بروح المحبة والألفة، كانت بمكانة احتفال صغير بالحياة، تكتمل فيه بهجة العيد بحضور الوجوه التي أحبها، ودفء القلوب التي اعتدى وجودها حوليا.
في بداياتي المتواضعة في عالم التصميم، لم يكن لي اسم يذكر، ولا مشاريع تطرق بابي، شأن كل من يشق طريقه من نقطة الصفر. وذات وقفة عيد فطر، وردني اتصال من صديق عزيز، يخبرني بأن المطعم الذي يديره بحاجة عاجلة لتصميم قائمة الطعام، إذ إن شركة الدعاية التي اعتادوا التعاون معها أغلقت أبوابها لعطلة العيد.
رأيت في تلك اللحظة نافذتي الصغيرة نحو الأفق، فرصة جاءت متنكرة في ثوب ظرف طارئ. غير أن التحدي الحقيقي لم يكن في التصميم ذاته، بل في القرار: أغتنم هذه الفرصة لأثبت نفسي، أم أكون كما العادة، حاضرا بين أصدقائي على مائدة العيد، أتبادل معهم الضحكات والذكريات؟
حينها، كانت ظروفي المهنية هشة، وحاليا المادي لا يسمح بترف التردد. فاتخذت القرار – لا بقلب بارد، بل بشغف من يريد أن يكتب فصلة الأول – فاخترت الإنجاز على الحضور، والإثبات على الاكتفاء.
سعيد أنه نال إعجابك! إليك الخاتمة مضافة إلى النص السابق، بأسلوب يحافظ على العمق الأدبي ويوازن بين الإنجاز والجانب السلبي، مع دعوة رقيقة للمشاركة:
.... ومن تلك اللحظة، بدأت رحلتي الحقيقية. كانت تلك الخطوة الأولى في طريق التميز، حين قررت أن أستبدل دفء العيد بدفء الحلم، وأجعل من الفرصة عيدا آخرا، يحتفل بي هذه المرة، لا العكس.
لكن، رغم جمال البدايات، يبقى لقلوبنا ما يفتقد. فكل إنجاز كان له ثمن، وثمن تلك اللحظة كان غياب عن طقس من طقوس الفرح، عن نظرات الرفاق، وضحكات لا تتكرر إلا مرة في العام. مضت السنين، وبقي ذلك العيد محفورا في الذاكرة لا كبداية فقط، بل كعلامة فارقة بين القلب والعقل، بين الرغبة في الانطلاق، والحاجة للانتماء.
ربما كان الثمن مستحقا، وربما لا… فلكل منا رحلته، ولكل قرار ما يبرره، وما يؤلمه.
فهل مررتم بتجارب مشابهة؟ قرارات اضطررتم فيها للتضحية بشيء عزيز من أجل الحلم؟
شاركوا قصصكم، فقد نجد في تجارب بعضنا عزاء، أو إلهاما جديدا...
التعليقات