لا يبدو أن هناك مستقلا لم يسمع تلك الجملة من قبل، عندما يحاول أحد العملاء أن يحصل على العمل بمقابل قليل فيقول

( نحن الآن شركة ناشئة، ما زلنا في البداية، ستعمل معنا بهذا المقابل القليل، ولكن لا تقلق ستكبر الشركة وسنكبر معا حتى يتزايد راتبك ) 

المشكلة هنا أنه ما الذي يجعلني أثق في هذا الكلام ؟ 

ما الذي يجعلني أثق أننا سنكبر ؟ وما الذي يجعلني أثق أن تلك الشركة عندما تتزايد أرباحها ستزيد أرباحي أيضا !!

فقد يكون هذا الشخص صادقا في كلامه فعلا، وقد تكون مجرّد وسيلة لتقليل التكلفة كما يحدث في أغلب الأوقات. 

ونظرا لأنني تعرّضت للكثير من تلك الممارسات وعملت لشهور طويلة مع أصحاب عمل ظلّوا يقولون تلك الجملة لأكثر من شهر وكأنني أعمل دون مقابل، فإنني أصبحت أرفض الأمر برمته. 

وتوصّلت إلى أن أن الشركات الناشئة إذا لم تكن تملك السيولة الكافية وتريد القيام بعمل ما : 

  1. أن يقوم أحد الموظفين الحاليين أو صاحب العمل بتعلّم هذا العمل والقيام به بنفسه. 
  2. أن يلجأ صاحب العمل إلى أحد أصدقائه الذي يجيد هذا العمل، ويمكنه حينها أن يقوم بالعمل بدون مقابل في سبيل صديقه. 
  3. وإذا لم تنجح كل تلك السبل فلا سبيل سوى أن تأتي بمحترف وتدفع له حقّه.

ولذلك أصبحت أرفض المشاريع التي يقول فيها صاحب العمل ( ما زلنا في البداية ) حتى أنني لا أسمع بقية الجملة، وأقول بداخلي ( حسنا .. عندما تكبر وتصبح لديك سيولة لتعيين موظفين سأنتظرك هناك وسأعمل معك ) 

وإنني أخاف أن أكون بذلك أضيّع على نفسي فرصًا قد تكون حقيقية، وأنني إذا عملت مع هذه المؤسسة فسنكبر معا فعلا وسيزداد راتبي بشكل كبير. 

فهل هناك حلٌّ وسطي ما بين الرفض التام أو القبول بالأسعار التي يعرضها يضمن لي العمل معهم حتى تتنامي الشركة دون أن أبخس حقي ؟ 

وهل تعرّضتم لهذا النوع من الإستغلال من قبل ؟

وكيف تتصرّفون معه ؟