دائماً ما يقولون أن المسوق الأكثر نجاحاً هو الأكثر قدرة على قراءة ذهن العميل، والوصول إليه قبل المسوقين الأخرين من خلال الاستقراء الفكرى لمتطلبات ورغبات العميل، وكافة العملاء من جميع الفئات العمرية والفكرية.
حينما سمعت ذلك طرأ في عقلي فكرة أن الأمر مستحيل، ويحتاج إلى موهبة فطرية، أو قدرات سحرية خارقة أو ما شابه تتواجد في المسوق لكى يصل إلى ذهن العميل ويستطيع قراءته، ماذا يحب؟ وماذا يكره؟ أوقاته المفضلة؟
ولكن بعد دراستى لمجال التسويق أدركت أن الاستقراء الذهنى للعميل يحتاج لخطوات ممنهجة يسير عليها المسوق أو الشركة وتكون بدايتها التموضع الذهنى positioning ، وهو الانطباع الذي تثبت به العلامة التجارية أو صورة المنتج في ذهن العميل، ومن خلاله يستطيع العميل أن يميز علامة تجارية محددة عن غيرها من علامات المنافسين، ويطلق عليها الإحلال أو صناعة الصورة الذهنية .
ولكي تكون عملية التموضع الذهنى مستمرة في ذهن العميل، تعمل الشركات الكبرى على إعادة إبتكار العلامة التجارية باستمرار مع التركيز علي بناء هويتها، مع السعي لتحقيق ما يريده المستهلك ومواكبة تطوره، بجانب حملات إعلانية جذابة بالإضافة إلى تحويل التهديدات إلى فرص مستقبلية.
وبعد عملية التموضع الذهنى تقوم الشركات باستخدام المزيج التسويقى Marketing Mix وهي خطوات موحدة تسمى كاختصار 4P حيث تبدأ حروف مكوناتها الأربعة بحرف الـ p، وهو رغم أنه خطوات ثابتة فهو يختلف من شركة لأخرى حسب ثقافاتها التنظيمية الداخلية، ورسالتها الإنتاجية والتسويقية، وأذكر مثالا قوياً لذلك شركة كوكاكولا والتي تمتلك مزيجاً تسويقياً رائعاً يتلخص في الخطوات التالية:
1- المنتج product
حيث تمتلك شركة كوكاكولا أشهر مشروب عالمي لتنتج منه كميات ضخمة سنوياً، لتكون حصتها الأعلى عالمياً في المبيعات لهذا المنتج، ويتواجد منتجها في قرابة المائتى دولة.
2- السعر price
كانت شركة كوكاكولا تعتمد نظام السعر وفقاً للتكلفة، ولكن مع ظهور شركة بيبسى والتي تقدم منتجاً منافساً لها، غيرت كوكاكولا خطتها السعرية لتصبح وفقاً للمنافسة، فلا تكون أسعارها مرتفعة تبتعد عن متناول العملاء ولا منخفضة توحى بانخفاض الجودة، وبهذا يكون هدفهم في استراتيجية السعر هو الحصول على ولاء العميل.
3- المكان place
لدى شركة كوكاكولا انتشار مكانى واسع النطاق، تضمن من خلال الوصول لكافة القارات، وكافة الدول مما يجعلها شركة متميزة من حيث القدرة على توزيع منتجها بكفاءة في كل أنحاء العالم.
4- الترويج Promotion
وهو خاتمة المزيج التسويقى واعتبره رأس الهرم للمزيج التسويقى حيث انفقت شركة كوكاكولا في العام الماضى قرابة 4 مليارات دولار للتسويق فقط، مستخدمة القنوات التسويقية التقليدية والحديثة لتعزيز مكانة البراند ومنتجاتها مع حرصها المستمر على استخدام المسئولية الاجتماعية كأداة دعائية مُستخدمة القنوات التسويقية التقليدية والحديثة لتعزيز مكانة البراند ومُنتجاتها مع حرصها المستمر على استخدام المسئولية الاجتماعية كأداة دعائية.
إذا مع مزيج تسويقى قوي كالذى تستخدمه شركة كوكاكولا، يعتمد على المرونة السعرية وقوة المنتج، والانتشار المكاني، والاهتمام القوي بالتسويق، لابد لشركة مثلها أن تحقق التميز لتقرأ ذهن عملائها عالمياً من خلال التسويق.
والآن شاركونا تجاربكم
هل ترون المزيج التسويقي إن تم تطبيقه بشكل متقن يمكن من قراءة ذهن العميل والتميز في مجال التسويق؟
أخبرونى بنماذج تسويقية ناجحة صادفتكم باستخدام المزيج التسويقي؟
التعليقات