لا شك أن الشركة التي تستطيع أن تبتكر السلع الجديدة أسرع من منافسيها تتمتع بمزايا تنافسية عظيمة تجعلها قوية عند المنافسة، وهذا ما قام به اليابانيون بالمقارنة مع منافسيهم، حيث أن الشركات اليابانية تبتكر السلع الجديدة أسرع من منافسيها ثلاث مرات، فنجد أن الشركات اليابانية تستطيع أن تنتج النماذج الحديثة من المنتجات في ثلث الوقت الذي تحتاج إليه الشركات الغربية المنافسة.

ففي السبعينيات من القرن الماضي اشتعلت المنافسة بين شركة Honda وشركة Yamaha للسيطرة على سوق الدراجات البخارية، فعندما بدأت المعركة قامت شركة Honda بخفض أسعارها وزيادة حجم الإعلانات، واتبعت استراتيجية مبنية على استغلال الوقت وهي الاسراع في معدلات التغيير والتطوير في المنتجات، وهنا استخدمت Honda سياسة تنويع منتجاتها المتمثلة في 60 صنف من الدراجات البخارية، وفي خلال 18 عشر شهراً من بداية المنافسة قامت Honda بدفع 113 نموذج جديد للدراجات البخارية إلى الأسواق، وكانت شركة Yamaha تبيع 60 صنف من الدراجات البخارية في بداية تلك الحرب واستطاعت أن تضيف إليها 37 نموذج جديد للدراجات البخارية خلال نفس الفترة 18 شهراً، على عكس شركة Honda التي أضافت 113 نموذج من الدراجات البخارية.

وقد أدت سياسة شركة Honda المتمثلة في إضافة منتجات جديدة إلى السوق إلى قتل شركة Yamaha، حيث أن الإصدارات الجديدة الكثيرة التي كانت تطرحها Honda في الأسواق خلال ال 18 شهراً الخاصة بالمنافسة، كان يجعل من منتجات شركة Yamaha تبدو قديمة وغير عصرية، هذا بالإضافة إلى رفع المستوى التكنولوجي للدراجات البخارية الجديدة التي كانت تطرح في الأسواق، كل هذه العوامل المعتمدة على استغلال الوقت قد جعل الطلب ينخفض على منتجات شركة Yamaha لدرجة أنه ونتيجة انخفاض حجم مبيعات الشركة قد جعل حجم المخزون غير المباع من منتجات الشركة يعادل إنتاج سنة بالكامل.

وفي نهاية هذه الحرب المعتمدة على المنافسة على أساس الوقت أعلن رئيس شركة Yamaha أنه يريد إنهاء هذه الحرب التي اشتهرت ب (Y.H War) واعترف أن هذا كان خطأ شركته.

برأيكم ماذا نتعلم من مثل هذه الوقائع على مستوى حياتنا العملية، وكيف يمكن للمنظمات أن تستثمر الوقت لتحقق التقدم والنمو في الأسواق؟