كثيراً ما نقرأ عن مزايا الاستثمار الأجنبي المباشر، وعن آثاره الإيجابية على العديد من المؤشرات الاقتصادية، فجميعنا يعلم أن الاستثمار الأجنبي المباشر يقلل من معدلات البطالة، ويزيد من حجم الناتج القومي الإجمالي للدولة، كما أنه يزيد من فرص التقدم التكنولوجي في المجتمع بفعل التكنولوجيا الحديثة التي يحصل عليها المستثمر الأجنبي من بلاده.

لكن قليلاً ما نسمع عن أن للاستثمار الأجنبي المباشر عيوب ومساوئ لها عواقب سلبية على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمجتمع الدولة المستثمر فيها، ولعل أهم الآثار الجانبية التي يخلفها الاستثمار الأجنبي المباشر ما يلي:

  1. مخاطراقتصادية: بفعل التكنولوجيا الحديثة والموارد المالية والبشرية القوية تؤثر المشروعات الأجنبية بالسلب على الصناعات محلية الصنع، كما أنها بفعل التكنولوجيا الحديثة تقوم بتحويل الاستثمار إلى استثمار كثيف رأس المال الذي يعتمد على الآلات ويقلل من حجم العمالة في المشروع، كما إن الاستثمار الأجنبي يهدف إلى استهلاك الموارد الاقتصادية بطريقة لا تحقق النفع الحقيقي للأجيال القادمة من أبناء البلد الحقيقيون، كما أن المشروعات الأجنبية لا تذهب إلى الأسواق الناشئة لكي تصنع منتجات بغرض تصديرها للعالم الخارجي، وتحقيق إضافة حقيقية لميزان المدفوعات لهذه الدولة، لكن العكس هو الذي يحدث فتلك المشروعات تهدف إلى الاستثمار في السلع الاستهلاكية التي تباع داخل الدولة بعملتها المحلية ثم يتم تحويل الأرباح بالعملة الصعبة إلى الدولة التي قامت بالاستثمار، وبذلك تعمل تلك المشروعات على استنزاف العملة الصعبة للدولة المستثمر فيها.
  2. مخاطر ثقافية واجتماعية: تهدف بعض المشروعات الأجنبية التي تقام في دولة ما إلى التأثير السلبي على ثقافتها وهويتها الدينية والتاريخية، من خلال نشر السلع التي تجعل المجتمع ينحرف تماماً عن هويته وينسلخ من ثقافته، مثل المشروعات التي تروج للخمور والملابس المخالفة لعادات وتقاليد وتعاليم الدين لمجتمع معين.
  3. مخاطر سياسية: تقام بعض المشروعات في العديد من الدول بهدف جعل تلك الدولة تابعة لدولة معينة عن طريق التبعية السياسية النابعة من احتياج اقتصادي وتجاري. فعلي سبيل المثال عندما تأتي شركة ما لتستثمر في صناعة معينة، فتقوم على الأرجح بفرض شروط تنص على ألا يتم استيراد المواد الخام والسلع الصناعية غير تامة الصنع إلا من الدولة الأم للشركة التي تسثمر في السوق الجديد، ونحن بذلك نكون قد أسسنا لحالة من الاحتياج الدائم لهذه الدولة بالطريقة التي تجعل قطاع صناعي كامل في خطر، في حالة تخلت عنا تلك الدولة.

بالتأكيد توجد العديد والعديد من المساوئ الأخرى والآثار السلبية التي تحققها بعض الشركات الدولية نتيجة استثمارها في دولة ما، إلا أن هذه الآثار تعتبر جوهرية.

هذا رأيي حول الأمر واتطلع لمعرفة أرائكم حول الاستثمار الأجنبي، وكيف تجدون تأثيره على الدولة؟